[١٦٩ ا] أى قبل نزول العذاب (وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) ـ ٩١ ـ يعنى من العاصين (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) وذلك أنه لما غرق القوم قالت بنو إسرائيل : إنهم لم يغرقوا فأوحى الله إلى البحر فطفا بهم على وجهه فنظروا إلى فرعون على الماء فمنذ يومئذ إلى يوم القيامة تطفوا الغرقى على (١) الماء ، فذلك قوله : (لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً) يعنى لمن بعدك إلى يوم القيامة آية يعنى علما (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا) يعنى عجائبنا وسلطاننا (لَغافِلُونَ) ـ ٩٢ ـ يعنى لاهون (وَلَقَدْ بَوَّأْنا) يعنى أنزلنا (بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ) منزل صدق وهو بيت المقدس (وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) يعنى المطر والنبت (فَمَا اخْتَلَفُوا) يعنى أهل التوراة والإنجيل فى نبوة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ) حتى بعثه الله ـ عزوجل ـ فلما بعث كفروا به وحسدوه (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٢) (فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) ـ ٩٣ ـ (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍ) يا محمد (مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) عبد الله بن سلام وأصحابه ، فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عند ذلك لا أشك ولا أسأل بعد ، أشهد أنه الحق من عند الله (لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ) ـ ٩٤ ـ يعنى من المشركين فى القرآن بأنه جاء من الله ـ تعالى.
ثم حذر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأوعز إليه حين قالوا : إنما يلقنه الري (٣) على لسانه ، فقال : (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ) يعنى
__________________
(١) مرد ذلك إلى تفاعلات فسيولوجية فى جسم الغريق يطفو بسببها على وجه الماء بعد فترة من زمن الغرق ولا يمنع أن يكون الله هو الذي أحكم تدبير هذه التفاعلات الفسيولوجية حتى يعثر الناس على جثة الغريق.
(٢) فى أ : القيامة القيامة.
(٣) الري : الشيطان ، وفى أ : الرويا ، وفى ل : الري.