تفعلوا البتة أن تجيئوا بسورة : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) (١) يعنى فإذا لم تفعلوا (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ)(فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ) يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وحده يقول فإن لم يفعلوا ذلك يا محمد فقل لهم يا معشر كفار مكة : (فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ) هذا القرآن (بِعِلْمِ اللهِ) يعنى بإذن الله ، وقراءة ابن مسعود «أنما أنزل بإذن الله» (وَ) اعلموا (أَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) بأنه ليس له شريك إن لم يجيئوا بمثل هذا القرآن قل لهم : (فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ـ ١٤ ـ يعنى مخلصين بالتوحيد (مَنْ كانَ) من الفجار (يُرِيدُ) بعمله الحسن (الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها) لا يريد وجه الله (نُوَفِ) يعنى نوفى (إِلَيْهِمْ) ثواب (أَعْمالَهُمْ فِيها) يعنى فى الدنيا من الخير والرزق نظيرها فى «حم عسق (٢)» ثم قال : (وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ) ـ ١٥ ـ نسختها الآية التي فى بنى إسرائيل ـ (عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ) (٣) يقول وهم فى الدنيا لا ينقصون من ثواب أعمالهم (٤) ثم أخبر بمنزلتهم فى الآخرة فقال : (أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها) يقول بطل فى الآخرة ما عملوا فى الدنيا (وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) ـ ١٦ ـ فلم يقبل منهم أعمالهم لأنهم عملوها للدنيا فلم تنفعهم (٥) (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ) يعنى القرآن (شاهِدٌ مِنْهُ) يقول
__________________
(١) فى أ : إنها من الآية التي معنا ، والواقع أنها جزء من الآية ٢٤ من سورة البقرة.
(٢) يشير إلى الآية ٢٠ من سورة الشورى وهي : (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ).
(٣) سورة الإسراء : ١٨ وتمامها (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً).
(٤) فى أ ، ل : ل ينقصون ثواب أعمالهم.
(٥) فى أ : أنهم عملوه للدنيا فلم ينفهم.