ما تلقى أنت فى أهلك (١)» فقال جبريل ـ عليهالسلام ـ : (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ) يعنى امرأته وابنتيه (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) يعنى ببعض الليل (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ) البتة (إِلَّا امْرَأَتَكَ) فإنها تلتفت ، يقول لا ينظر منكم أحد وراءه ثم استثنى إلا امرأتك تلتفت (إِنَّهُ مُصِيبُها) من العذاب (ما أَصابَهُمْ) يعنى قوم لوط فالتفتت فأصابها حجر فقتلها ، ثم قال : (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ) ثم يهلكون قال لوط لجبريل : عجل على بهلاكهم الآن فرد عليه جبريل (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)؟ ـ ٨١ ـ يقول الله (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا) يعنى قولنا فى نزول العذاب (جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها) يعنى الخسف (وَأَمْطَرْنا عَلَيْها) يعنى على أهلها من كان خارجا من المدائن الأربع (حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) يعنى حجارة خالطها الطين [١٧٥ ب](مَنْضُودٍ) ـ ٨٢ ـ يعنى ملزق الحجر بالطين (مُسَوَّمَةً) يعنى معلمة (عِنْدَ رَبِّكَ) يعنى جاءت من عند الله ـ عزوجل ـ ثم قال : (وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) ـ ٨٣ ـ لأنها قريب من الظالمين يعنى من مشركي مكة فإنها تكون قريبا ، يخوفهم منها. وسيكون ذلك فى آخر الزمان يعنى ما هي ببعيد لأنها قريب منهم والبعيد ما ليس بكائن (٢) فذلك قوله : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً) (٣) يعنى كائنا.
قوله : (وَإِلى مَدْيَنَ) وهو ابن إبراهيم خليل الرحمن (٤) ، وشعيب بن نويب ابن مدين بن إبراهيم (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ) يعنى أرسلنا (أَخاهُمْ شُعَيْباً)
__________________
(١) ما بين الأقواس «...» : زيادة من أ ، وليست فى ل.
(٢) فى أ ، ل : والبعيد ليس بكائن.
(٣) سورة المعارج : ٦ ـ ٧.
(٤) فى ل زيادة : لصلبه.