وليس بأخيهم فى الدين ولكن فى النسب (قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) يعنى وحدوا الله (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) يقول ليس لكم رب غيره (وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ) إذا كلتم ووزنتم (إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ) يعنى موسرين فى نعمة (وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) فى الدنيا (عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) ـ ٨٤ ـ يعنى (١) أحاط بهم العذاب فلم ينج منهم أحد (وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ) يعنى بالعدل (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) يعنى ولا تنقصوا الناس حقوقهم (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) ـ ٨٥ ـ يقول لا تعملوا فيها المعاصي ، يعنى بالفساد نقصان الكيل والميزان. (بَقِيَّتُ اللهِ) يعنى ثواب الله فى الآخرة (خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) يعنى لو كنتم مؤمنين بالله ـ عزوجل ـ لكان ثوابه خير لكم من نقصان الكيل والميزان كقوله : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) (٢) يعنى ثوابه باق. (وَما أَنَا عَلَيْكُمْ) يعنى على أعمالكم (بِحَفِيظٍ) ـ ٨٦ ـ يعنى برقيب والله الحافظ لأعمالكم (قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ) يعنى أن نعتزل (ما) كان (يَعْبُدُ آباؤُنا) وكانوا يعبدون الأوثان (أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا) يعنون إن شئنا نقصنا الكيل والميزان وإن شئنا وفينا (إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ) يعنون السفيه (الرَّشِيدُ) ـ ٨٧ ـ يعنون الضال ، قالوا ذلك لشعيب استهزاء. (قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً) يعنى الإيمان وهو الهدى (وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ) يعنى وما أريد أن أنهاكم عن أمر ثم أركبه ، لقولهم لشعيب فى الأعراف : «أَوْ لَتَعُودُنَّ
__________________
(١) فى أ : قال ، ل : يعنى.
(٢) سورة النحل : ٩٦.