(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ) لقول كفار مكة : إن محمدا تقول القرآن من تلقاء نفسه (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) يعنى أكثر كفار (لا يُؤْمِنُونَ) ـ ١ ـ بالقرآن أنه من الله (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) فيها تقديم (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) قبل خلقهما (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) يعنى إلى يوم القيامة (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) يقضى القضاء (يُفَصِّلُ الْآياتِ) يعنى يبين صنعه الذي ذكره (١) فى هذه الآية (لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) ـ ٢ ـ بالبعث إذا رأيتم صنعه فى الدنيا فتعتبروا فى البعث (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ) يعنى بسط الأرض من تحت الكعبة فبسطها بعد الكعبة بقدر ألفى سنة [١٨٧ أ] فجعل طولها مسيرة (٢) خمسمائة عام وعرضها مسيرة خمسمائة عام (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ) يعنى الجبال أثبت بهن الأرض لئلا تزول بمن عليها (وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها) من كل (زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ) يعنى ظلمة الليل وضوء النهار (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) يعنى فيما ذكر من صنعه عبرة (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ـ ٣ ـ فى صنع الله فيوحدونه (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ) يعنى بالقطع الأرض السبخة ، والأرض
__________________
(١) فى أ ، ل : ذكر.
(٢) مسيرة : ساقطة من : ا ، وهي من ل.