وسلم ـ خاصة ، وهم الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم فحبسوا على الصراط من أجل ذنوبهم ثم دخلوا الجنة بعد ذلك بشفاعة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم.
(وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ) يقول : اسقونا من الماء نشرب (أَوْ) أطعمونا (مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) من الطعام نأكل فإن فينا معارفكم وفيكم معارفنا ، فرد عليهم أهل الجنة (قالُوا «إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُما») يعنى الطعام والشراب (عَلَى الْكافِرِينَ) وذلك أن الله ـ عزوجل ـ رفع أهل الجنة لأهل النار فرأوا ما فيهما من الخير والرزق فنادوا عند ذلك أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله من الشراب والطعام ، قال لهم أهل الجنة : (إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ) ـ ٥٠ ـ ثم نعتهم فقال : (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ) الإسلام (لَهْواً وَلَعِباً) يعنى لهوا عنه ولعبا يعنى باطلا ودخلوا فى غير دين الإسلام (وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) عن دينهم الإسلام (فَالْيَوْمَ) فى الآخرة (نَنْساهُمْ كَما نَسُوا) يقول : فاليوم فى الآخرة نتركهم فى النار كما تركوا الإيمان (لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا) يعنى بالبعث (وَما كانُوا بِآياتِنا) يعنى بالقرآن (يَجْحَدُونَ) ـ ٥١ ـ بأنه ليس من الله (وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ) يعنى بيناه (عَلى عِلْمٍ) وهو القرآن (هُدىً) من الضلالة (وَرَحْمَةً) من العذاب (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ـ ٥٢ ـ يعنى يصدقون. بالقرآن بأنه من الله ، ثم رجع فى التقديم إلى الذين جحدوا بالقرآن فقال : (هَلْ يَنْظُرُونَ) يخوفهم (إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ) يعنى العاقبة : ما وعد الله فى القرآن من الوعد والوعيد ، والخير والشر ، على ألسنة الرسل (يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ) يعنى يقول فى الآخرة : الذين تركوا الإيمان فى الدنيا بالبعث ، فإذا ذكروه وعاينوا قول الرسل قالوا : (قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِ) بأن هذا اليوم كائن وهو حق (فَهَلْ