ابن ستشروث قال لبلعام : ادع على موسى. فقال بلعام : إنه من أهل دين لا ينبغي أن يدعى عليه. فأمر الملك أن تنحت (١) خشبة ليصلبه (٢) عليها فلما رأى ذلك خرج على أنان له ليدعو على موسى ـ عليهالسلام ـ فلما عاين عسكره قامت به الأتان فضربها ، فقالت الأتان : لم تضربني ، وهذه نار تتوقد قد منعتني ، أن أمشى فارجع. فرجع ، فأخبر الملك ، فقال له الملك : إما أن تدعو (٣) ، وإما أن أصلبك فدعا على موسى ـ عليهالسلام ـ باسم الله الأعظم ألا يدخل المدينة ، فاستجاب الله له فبلغ موسى ـ عليهالسلام ـ فدعا الله أن ينزع ذلك الاسم منه (٤) فنزع منه الاسم الأعظم ، فذلك قوله [١٣٩ ب] : (فَانْسَلَخَ مِنْها) فنزعها الله منه يعنى الآيات (فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ) ـ ١٧٥ ـ يعنى من الضالين (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ) فى الآخرة (بِها) بما علمناه من آياتنا يعنى الاسم الأعظم فى الدنيا (وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ) يعنى رضى بالدنيا وركن إليها (وَاتَّبَعَ هَواهُ) أى هوى الملك مع هواه (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ) بنفسك ودابتك (٥) تطرده (يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ) فلا تحمل عليه شيء (يَلْهَثْ) إذا أصابه الحر. فهذا مثل الكافر إن وعظته ، فهو ضال ، وإن تركته ، فهو ضال ، مثل بلعام والكفار يعنى كفار مكة (ذلِكَ) (٦) (مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) يعنى القرآن (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ) يعنى القرآن عليهم (لَعَلَّهُمْ)
__________________
(١) فى أ : ينحت.
(٢) فى أ : يصلبه.
(٣) أى على موسى.
(٤) فى أ : عنه.
(٥) فى أ : ودابتك ، وفى الجلالين (إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ) بالطرد والزجر (يلهث) يدلع لسانه.
(٦) «ذلك» ساقطة من : ا ، ل.