إذا جاء (لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) يعنى من النفع (وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ) يعنى ما أصابنى الضر (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ) من النار (وَبَشِيرٌ) بالجنة (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ـ ١٨٨ ـ يعنى يصدقون قوله : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) يعنى من نفس آدم ـ عليهالسلام ـ وحده (وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها «لِيَسْكُنَ إِلَيْها») (١) يعنى خلق من ضلع آدم زوجه (٢) حواء ، يوم الجمعة وهو نائم ، فاستيقظ آدم وهي عند رأسه فقال لها : من أنت؟ فقالت بالسريانية : أنا امرأة. فقال آدم : فلم خلقت؟ قالت : لتسكن إلى. وكان وحده فى الجنة ، قالت الملائكة : يا آدم ما اسمها؟ قال : حواء ، لأنها خلقت من حي ، وسمى آدم ، لأنه خلق من أديم الأرض كلها ، من العذبة ، والسبخة من الطينة السوداء ، والبيضاء ، والحمراء ، كذلك نسله طيب وخبيث ، وأبيض ، وأسود ، وأحمر ، فذلك قوله : (فَلَمَّا تَغَشَّاها) يعنى جامعها آدم (حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً) هان عليها الحمل (فَمَرَّتْ بِهِ) يعنى استمرت به بالولد يقول : تقوم ، وتقعد ، وتلعب (٣) ، ولا تكترث ، فأتاها إبليس وغير صورته واسمه الحارث فقال : يا حواء لعل الذي فى بطنك بهيمة فقالت : ما أدرى ثم انصرف عنها (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) يقول : فلما أثقل الولد فى بطنها رجع إبليس إليها الثانية فقال : كيف نجدك يا حواء؟ وهي لا تعرفه قالت : إنى أخاف أن يكون فى جوفي الذي خوفتني به. ما أستطيع القيام إذا قعدت. قال : أفرأيت إن دعوت الله فجعله إنسانا مثلك ومثل آدم. أتسمينه بى؟ قالت : نعم ثم انصرف عنها. فقالت لآدم ـ عليهالسلام ـ : لقد أتانى آت فزعم أن الذي فى بطني بهيمة وإنى لأجد له ثقلا وقد خفت أن يكون مثل ما قال : فلم يكن
__________________
(١) ما بين القوسين «...» ساقط من الأصل.
(٢) فى أ : زوجها.
(٣) فى أ ، ل ، م : تعلب.