النار من ذريتك. فيقول : يا رب وما بعث النار ، قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون (١) إلى النار وواحد إلى الجنة ، فلما سمع القوم ذلك اشتد عليهم وحزنوا ، فلما أصبحوا أتوا النبي ـ صلى الله عليه ـ فقالوا : «وما توبتنا وما حيلتنا (٢)». فقال لهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أبشروا فإن معكم خليقتين لم يكونا فى أمة قط إلا كثرتها يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ـ ما أنتم فى الناس إلا كشعرة بيضاء فى ثور أسود ، أو كشعرة سوداء فى ثور (٣) أبيض ، أو كالرقم فى ذراع الدابة ، أو كالشامة فى سنام البعير ، فأبشروا وقاربوا وسددوا واعملوا. ثم قال : أيسركم أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قالوا : من أين لنا ذلك يا رسول الله؟ قال : أفيسركم أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قالوا : من أين لنا ذلك يا رسول الله؟ قال : أيسركم أن تكونوا شطر أهل الجنة؟ قالوا : من أين لنا ذلك يا رسول الله ، قال : فإنكم أكثر أهل الجنة ، أهل الجنة عشرون ومائة صف ، أمتى من ذلك ثمانون صفا وسائر أهل الجنة [٢٠ أ] أربعون صفا ومع هؤلاء أيضا سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب مع كل رجل سبعون ألفا.
فقالوا : من هم يا رسول الله؟ قال : هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون. فقام عكاشة بن محصن الأسدى ، فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم. قال : فإنك منهم ، فقام رجل آخر من رهط ابن مسعود من هذيل ، فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم. قال : سبقك بها عكاشة.
__________________
(١) فى أ : وتسعون ، ل ، ز : وتسعين.
(٢) «وما توبتنا وما حيلتنا» : من ز ، وفى أ : ما أخبرتنا بآية هي أشد علينا من هذه الآية.
(٣) فى ز أ : الثور.