عَذابَ الْحَرِيقِ) ـ ٢٢ ـ يعنى النار ثم ذكر ما أعد الله ـ عزوجل ـ للمؤمنين ، فقال ـ سبحانه ـ : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) يقول تجرى العيون من تحت البساتين (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ «وَلُؤْلُؤاً») (١) أى أساور من لؤلؤ (وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) ـ ٢٣ ـ مما يلي الجسد الحرير وأعلاه السندس والإستبرق (وَهُدُوا) فى الدنيا (إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) يعنى التوحيد وهو قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كقوله «... كَلِمَةً طَيِّبَةً (٢) ...» يعنى التوحيد (وَهُدُوا إِلى صِراطِ) يعنى دين الإسلام (الْحَمِيدِ) ـ ٢٤ ـ عند خلقه يحمده أولياؤه (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يقول ويمنعون الناس عن دين الله ـ عزوجل ـ (وَ) عن (الْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ) يعنى المقيم فى الحرم وهم أهل مكة (وَالْبادِ) يعنى من دخل مكة من غير أهلها (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) يقول من لجأ إلى الحرم يميل فيه بشرك (نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) ـ ٢٥ ـ يعنى وجيعا نزلت فى عبد الله بن أنس (٣) بن خطل القرشي من بنى تيم [٢٢ أ] ابن مرة وذلك أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بعث عبد الله مع رجلين أحدهما مهاجر والآخر من الأنصار فافتخروا فى الأنساب فغضب ابن خطل فقتل الأنصارى ثم هرب إلى مكة كافرا ورجع المهاجر إلى المدينة ، فأمر النبي ـ صلى الله عليه
__________________
(١) فى أ ، ل ، ز : وأساور من (لؤلؤ)
(٢) سورة إبراهيم : ٢٤.
(٣) فى أ ، ز : أنس ، وفى لباب النقول للسيوطي ص ١٥١ : أنيس.