(مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) ـ ١٩ ـ ثم قال : (وَ) خلقنا (شَجَرَةً) يعنى الزيتون وهو أول زيتونة خلقت (تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ) يقول تنبت فى أصل الجبل الذي كلم الله ـ عزوجل ـ عليه موسى ـ عليهالسلام ـ (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) يعنى تخرج بالذي فيه الدهن (١) [٣٠ أ] يقول هذه الشجرة تشرب الماء وتخرج الزيت فجعل الله ـ عزوجل ـ فى هذه الشجرة أدما ودهنا (وَ) هي (صِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) ـ ٢٠ ـ وكل جيلى يجمل الثمار فهو سيناء يعنى الحسن (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ) يعنى الإبل والبقر والغنم (لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها) يعنى اللبن (وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ) يعنى فى ظهورها وألبانها وأوبارها وأصوافها وأشعارها (وَمِنْها تَأْكُلُونَ) ـ ٢١ ـ يعنى من النعم (٢) ، ثم قال : (وَعَلَيْها) يعنى الإبل (وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) ـ ٢٢ ـ على ظهورها فى أسفاركم ففي هذا الذي ذكر من هؤلاء الآيات عبرة فى توحيد الرب ـ عزوجل.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) يعنى وحدوا الله (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) ليس لكم رب غيره (أَفَلا تَتَّقُونَ) ـ ٢٣ ـ يقول أفلا تعبدون الله ـ عزوجل ـ (فَقالَ الْمَلَأُ) يعنى الأشراف (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا) يعنون نوحا (إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) ليس له عليكم فضل فى شيء فتتبعونه (يُرِيدُ) نوح (أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ) يعنى لأرسل (مَلائِكَةً) إلينا فكانوا رسله (ما سَمِعْنا بِهذا) التوحيد (فِي آبائِنَا
__________________
(١) فى حاشية ا : وأما الذهن بكسر الذال المعجمة فهو الشحم وغيره.
(٢) فى ز : الغنم ، وفى أ : النعم ، وفى حاشية أ : فى الأصل الغنم.