الدنيا منذ خلقت إلى أن تفنى سبع مرات (قالَ اخْسَؤُا فِيها) يقول اصغروا فى النار (وَلا تُكَلِّمُونِ) ـ ١٠٨ ـ فلا يتكلم أهل النار بعدها أبدا غير أن لهم زفيرا أول نهيق الحمار ، وشهيقا (١) آخر نهيق الحمار ، ثم قال ـ عزوجل ـ : (إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي) المؤمنين (يَقُولُونَ ، رَبَّنا آمَنَّا) يعنى صدقنا بالتوحيد (فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) ـ ١٠٩ ـ (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا) وذلك أن رءوس كفار قريش المستهزئين : أبا جهل وعتبة والوليد وأمية ونحوهم اتخذوا فقراء أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سخريا يستهزءون بهم ويضحكون من خباب وعمار وبلال وسالم مولى أبى حذيفة ونحوهم من فقراء العرب فازدروهم ، ثم قال : (حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي) حتى ترككم الاستهزاء بهم عن الإيمان بالقرآن (وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ) يا معشر كفار قريش من الفقراء (تَضْحَكُونَ) ـ ١١٠ ـ استهزاء بهم نظيرها فى ص (٢) ، يقول الله ـ عزوجل ـ : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ) فى الآخرة (بِما صَبَرُوا) على الأذى والاستهزاء يعنى الفقراء من العرب والموالي (أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ) ـ ١١١ ـ يعنى هم الناجون (قالَ) ـ عزوجل ـ للكفار : (كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ) فى الدنيا يعنى فى القبور (عَدَدَ سِنِينَ) ـ ١١٢ ـ (قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) استقلوا ذلك يرون أنهم لم يلبثوا فى قبورهم إلا يوما أو بعض يوم ، ثم قال الكفار لله ـ تعالى ـ أو لغيره (فَسْئَلِ الْعادِّينَ) ـ ١١٣ ـ يقول فسل الحساب يعنى ملك الموت وأعوانه (قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ) فى القبور (إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ـ ١١٤ ـ
__________________
(١) فى ز ، ل : وشهيق.
وفى أ : غير أن لهم فيها زفيرا آخر نهيق الحمار ، وشهيق أول نهيق الحمار ، والمثبت فى الصدر عن ز ، ل.
(٢) يشير إلى الآية ٦٣ مق سورة ص وهي : «أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ».