كذبوا رسلهم (وَمَوْعِظَةً) يعنى وعظة (لِلْمُتَّقِينَ) ـ ٣٤ ـ (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (١) يقول الله هادي أهل السموات والأرض ثم انقطع الكلام ، وأخذ فى نعت نبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وما ضرب له من المثل ، فقال ـ سبحانه ـ : (مَثَلُ نُورِهِ) مثل نور محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا كان مستودعا فى صلب أبيه عبد الله بن عبد المطلب (كَمِشْكاةٍ) يعنى بالمشكاة الكوة ليست بالنافذة (فِيها مِصْباحٌ) يعنى السراج (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) الصافية تامة الصفاء يعنى بالمشكاة صلب عبد الله أبى محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويعنى بالزجاجة جسد محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويعنى بالسراج الإيمان فى جسد محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، فلما خرجت الزجاجة فيها المصباح من الكوة صارت الكوة مظلمة فذهب نورها والكوة مثل عبد الله ثم شبه الزجاجة بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى كتب الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ لا خفاء فيه (٢) كضوء الكواكب الدري وهو الزهرة فى الكواكب ويقال المشترى وهو البرجرس بالسريانية (٣) (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) يعنى بالشجرة المباركة إبراهيم ـ خليل الرحمن ، صلى الله عليه
__________________
(١) جاء فى حاشية ز ما يأتى : ورقة ٥٦ :
روى مقاتل عن الضحاك مثل للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، فشبه عبد المطلب بالمشكاة ، وشبه عبد الله بالزجاجة وشبه النبي بالمصباح وكان فى صلبهما ، فنورت النبوة من إبراهيم وهو قوله : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) وإنما شبه إبراهيم بالشجرة لأن أكثر الأنبياء منه (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) أى لا يهودية ولا نصرانية ، ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا.
(٢) فى أ : به.
(٣) من أ ، وفى ز : (كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) يعنى أن اسم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وذكره مع أسماء الأنبياء والرسل فى اللوح المحفوظ عند الله ، فضل اسمه على تلك الأسماء كفضل الكوكب الدري يعنى المضيء على سائر الكواكب وهي الزهرة.