(وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ـ ٣٥ ـ (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ) يقول أمر الله ـ عزوجل ـ أن ترفع يعنى أن تبنى. أمر الله ـ عزوجل ـ برفعها وعمارتها (وَ) أمر أن (يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) يعنى يوحد الله ـ عزوجل ـ نظيرها فى البقرة» (١) : (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) يقول يصلى لله ـ عزوجل ـ (رِجالٌ) فيها تقديم بالغدو والعشى (٢) ، ثم نعتهم فقال ـ سبحانه ـ : (لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ) يعنى شراء (٣) (وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) يعنى الصلوات المفروضة (وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ) يقول لا تلهيهم التجارة عن إقام الصلاة وإعطاء الزكاة ، ثم أخبر عنهم فقال ـ سبحانه ـ : (يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ) حين زالت من أماكنها من الصدور فنشبت فى حلوقهم عند الحناجر ، قال : (وَالْأَبْصارُ) ـ ٣٧ ـ يعنى تقلب أبصارهم فتكون زرقا ، (لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما) يعنى الذي (عَمِلُوا) من الخير ولهم مساوئ فلا يجزيهم بها (وَيَزِيدَهُمْ) على أعمالهم (مِنْ فَضْلِهِ) فضلا على أعمالهم (وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) ـ ٣٨ ـ يقول الله ـ تعالى ـ ليس فوقى ملك يحاسبني أنا الملك أعطى من شئت بغير حساب لا أخاف من أحد يحاسبني (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بتوحيد الله مثل (أَعْمالُهُمْ) الخبيثة (كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ) يعنى ـ عزوجل ـ بالسراب الذي يرى فى الشمس بأرض قاع (٤) (يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ) يعنى العطشان (ماءً) فيطلبه ويظن أنه قادر عليه (حَتَّى إِذا جاءَهُ)
__________________
(١) يشير إلى الآية ٢٠٣ من سورة البقرة وهي (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ ...) الآية.
(٢) أى يسبح له رجال بالغدو والعشى أى فى الصباح والمساء.
(٣) فى أ : شرى ، ل : شراء.
(٤) بأرض قاع : أى فى صحراء خالية أو فضاء متسع ، وفى أ : فى الشمس قاع ، ز : بأرض قاع.