بالضحك ، الكشر ، وقال سليمان : لقد علمت النمل أنه. لك لا بغى فيه ولا فخر ، ولئن علم بنا قبل أن يغشانا لم نوطا (١). ثم وقف سليمان بمن معه من الجنود ليدخل النمل مساكنهم ، ثم حمد ربه ـ عزوجل ـ حين علمه منطق كل شيء فسمع كلام النملة (وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي) يعنى ألهمنى (أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَ) من قبلي يعنى أبويه داود وأمه بتشايع بنت اليائن (٢) (وَ) الهمنى (أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ) يعنى بنعمتك (فِي) يعنى مع (عِبادِكَ الصَّالِحِينَ) ـ ١٩ ـ الجنة (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ) يعنى الهدهد حين سار من بيت المقدس قبل اليمن فلما مر بالمدينة وقف فقال إن الله ـ عزوجل ـ سيبعث من هاهنا نبينا طوبى لمن تبعه (٣) ، [٥٨ أ] فلما أراد أن ينزل (فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ) والميم ها هنا صلة ، كقوله ـ تعالى ـ : (أَمْ عِنْدَهُمُ) يعنى أعندهم (الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ) (٤) أم (كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) ـ ٢٠ ـ (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً) يعنى لأنتفن ريشه فلا يطير مع الطير حولا (أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ) يعنى لأقتلنه (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) ـ ٢١ ـ يعنى حجة بينة أعذره بها (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ) يقول لم يلبث إلا قليلا حتى جاء الهدهد فوقع بين يدي سليمان ـ عليهالسلام ـ فجعل ينكث بمنقاره ويومى (٥)
__________________
(١) كذا فى ا ، ز ، كأن هذه الجملة من المفهوم المقابل لكلام النملة.
(٢) فى أ : وأمه بنشايع ابنت الباتن ، وفى ز : وبتشايع بنت اليائن.
(٣) فى أ : زيادة : لم يكن بها يومئذ أحد ثم سار فمر بمكة فقال : إن الله ـ عزوجل ـ سيبعث منك رسولا طوبى لمن تبعه ، وليست هذه الزيادة فى ز.
(٤) سورة الطور : ٤١ ، وسورة القلم : ٤٧.
(٥) فى الأصل : يومى.