ثم تقذفه فى اليم ، فإنى أو كل به ملك يحفظه فى اليم ، فصنع لها التابوت حزقيل القبطي ، ووضعت موسى فى التابوت ، ثم ألقته فى البحر يقول الله ـ عزوجل ـ : (وَلا تَخافِي) عليه الضيعة (وَلا تَحْزَنِي) عليه القتل (١) (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) ـ ٧ ـ إلى أهل مصر فصدقت ، بذلك ففعل الله ـ عزوجل ـ ذلك به ، وبارك الله ـ تعالى ـ على موسى ـ عليهالسلام ـ وهو فى بطن أمه ثلاثمائة وستين بركة ، (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ) من البحر من بين الماء والشجر وهو فى التابوت ، فمن ثم سمى موسى ، بلغة القبط الماء : مو ، والشجر : سى ، فسموه موسى ، ثم قال ـ تعالى ـ : (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا) فى الهلاك (وَحَزَناً) يعنى وغيظا فى قتل الأبكار ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ (وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ) (٢) لقتلهم أبكارنا ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ) ـ ٨ ـ (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ) واسمها آسية بنت مزاحم ـ عليهاالسلام : (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ) فإنا أتينا به من أرض أخرى ، وليس من بنى إسرائيل (عَسى أَنْ يَنْفَعَنا) فنصيب منه خيرا (أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً) يقول الله ـ عزوجل ـ : (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) ـ ٩ ـ أن هلاكهم فى سببه (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) وذلك أنها رأت التابوت يرفعه موج ويضعه آخر ، فخشيت عليه الغرق ، فكادت تصيح شفقة عليه ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : «إن كادت لتبدي به» يقول إن همت لتشعر أهل مصر بموسى ـ عليهالسلام ـ أنه ولدها (لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها) بالإيمان (لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ١٠ ـ يعنى
__________________
(١) كذا فى أ ، ز ، والمراد ولا تحزني عليه من القتل.
(٢) سورة الشعراء : ٥٥.