سَواءَ السَّبِيلِ) ـ ٢٢ ـ يعنى يرشدني قصد الطريق إلى مدين فبلغ مدين ، فذلك قوله ـ تعالى ـ : (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ) ابن إبراهيم خليل الرحمن لصلبه ـ عليهمالسلام ـ ، وكان الماء لمدين فنسب إليه ، ثم قال : (وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً) يقول يقول وجد موسى على الماء جماعة (مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ) أغنامهم (وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ) يعنى حابستين الغنم لتسقى (١) فضل ماء الرعاء (٢) وهما ابنتا شعيب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ واسم الكبرى صبورا واسم الصغرى عبرا (٣) وكانتا توأمتين (٤) فولدت الأولى قبل الأخرى بنصف نهار (قالَ) لهما موسى : (ما خَطْبُكُما) يعنى ما أمركما (قالَتا لا نَسْقِي) الغنم (حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ) بالغنم راجعة من الماء إلى الرعي فنسقى فضلتهم (وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ) ـ ٢٣ ـ لا يستطيع أن يسقى الغنم من الكبر فقال لهما موسى ـ عليهالسلام ـ : أين الماء؟ فانطلقا به إلى الماء فإذا الحجر على رأس البئر لا يزيله إلا عصابة من الناس فرفعه موسى ـ عليهالسلام ـ وحده بيده ، ثم أخذه الدلو فأدلى دلوا واحدا فأفرغه فى الحوض ثم دعا بالبركة. (فَسَقى لَهُما) الغنم فرويت (ثُمَّ تَوَلَّى) يعنى انصرف (إِلَى الظِّلِ) ظل شجرة فجاس تحتها من شدة الحر وهو جائع (فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) ـ ٢٤ ـ يعنى إلى الطعام ، فرجعت الكبيرة إلى موسى لتدعوه ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما) يعنى الكبرى (تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ) يعنى على حياء [٦٥ أ] وهي التي تزوجها موسى ـ عليهالسلام ـ ، ف (قالَتْ
__________________
(١) فى ز : لتسقى ، وفى أ : لتسقين.
(٢) فى أ : الرعاء ، وفى ز : الرعي.
(٣) فى أ : محبرا ، وفى ز ، ل ، ف : عبرا.
(٤) فى أ : توأمين ، وفى ز : توأمتين.