بعبادة العجل وكانوا اثنى عشر ألفا» (١) (فَرَجَعَ مُوسى) من الجبل (إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ) عليهم (أَسِفاً) حزينا لعبادتهم العجل (قالَ) لهم (يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً) يعنى حقا كقوله سبحانه فى البقرة : (... وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ...) (٢) يعنى حقا فى محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يعطيكم (٣) التوراة [٦ ب] فيها بيان كل شيء والوعد حين قال ـ عزوجل ـ : (... وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ ...) (٤) حين سار موسى مع السبعين ليأخذوا التوراة فطال عليهم العهد يعنى ميعاده إياهم أربعين يوما ، فذلك قوله ـ تعالى ـ : (أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ) يعنى أن يجب عليكم عذاب ، كقوله ـ تعالى ـ : (... قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ...) (٥) يعنى عذاب من ربكم (فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي) ـ ٨٦ ـ يعنى الأربعين يوما وذلك أنهم عدوا الأيام والليالي فعدوا عشرين يوما وعشرين ليلة ، ثم قالوا لهارون : قد تم الأجل الذي كان بيننا وبين موسى ، فعند ذلك أضلهم السامري (قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا) ونحن نملك أمرنا (وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً) يعنى خطايا ، لأن ذلك حملهم على صنع العجل وعبادته (مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ) يقول من حلى آل فرعون الذهب والفضة ، وذلك أنه لما مضى خمسة وثلاثون يوما ، قال لهم السامري وهو من بنى إسرائيل : يا أهل مصر إن موسى لا يأتيكم فانظروا هذا الوزر وهو الرجس
__________________
(١) فى أ ، ل : اثنى عشر ألفا بيد أن مكان «ألفا» بياض فى أ.
(٢) سورة البقرة : ٨٣.
(٣) كذا فى أ ، ل. وقد يكون المراد أن عندكم التوراة فيها بيان كل شيء وفيها أمر محمد ورسالته فلا تكتموه.
(٤) سورة طه : ٨٠.
(٥) سورة الأعراف : ٧١.