عليه وسلم ـ أنه من الله ـ عزوجل ـ ، ثم ذكر مسلمي مكة فقال : (وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ) يعنى يصدق بقرآن محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه من الله جاء ، ثم قال : (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا) يعنى آيات القرآن بعد المعرفة لأنهم يعلمون أن محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نبى وأن القرآن حق (١) من الله ـ عزوجل ـ (إِلَّا الْكافِرُونَ) ـ ٤٧ ـ من اليهود (وَما كُنْتَ) يا محمد (تَتْلُوا) يعنى تقرأ (مِنْ قَبْلِهِ) يعنى من قبل القرآن (مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) فلو كنت يا محمد تتلوا القرآن أو تخطه ، لقالت اليهود إنما كتبه من تلقاء نفسه و (إِذاً لَارْتابَ) يقول وإذا لشك (الْمُبْطِلُونَ) ـ ٤٨ ـ يعنى الكاذبين يعنى كفار اليهود إذا لشكوا فيك يا محمد ، إذا لقالوا إن الذي نجد فى التوراة نعته (٢) ، هو أمى لا يقرأ الكتاب [٧٤ ب] ولا يخطه بيده ، ثم ذكر مؤمنى أهل التوراة فقال : (بَلْ هُوَ) (٣) يا محمد (آياتٌ بَيِّناتٌ) يعنى علامات واضحات بأنه أمى لا يقرأ الكتاب ولا يخطه بيده (فِي صُدُورِ) يعنى فى قلوب (الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) بالتوراة يعنى عبد الله بن سلام وأصحابه ثم قال ـ عزوجل ـ : (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا) يعنى ببعث محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى التوراة بأنه أمى لا يقرأ الكتاب ولا يخطه بيده ، وهو مكتوب فى التوراة فكتموا أمره وجحدوا ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : «وما يجحد بآياتنا» يعنى يبعث محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى التوراة (إِلَّا الظَّالِمُونَ) ـ ٤٩ ـ
__________________
(١) فى أ : والقرآن حق.
(٢) فى أ : بعثه ، وفى ز : نعته.
(٣) فى أ ، ز : «بل هو» يعنى يا محمد ، وفى ف : «بل هو» يا محمد.