ليعتبروا فقال ـ تعالى ـ : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ) يقول ـ سبحانه ـ لم يخلقهما عبثا لغير شيء خلقهما لأمر هو كائن (وَأَجَلٍ مُسَمًّى) يقول السموات والأرض لهما أجل ينتهيان إليه يعنى يوم القيامة (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) يعنى ـ عزوجل ـ كفار مكة (بِلِقاءِ رَبِّهِمْ) بالبعث بعد الموت (لَكافِرُونَ) ـ ٨ ـ لا يؤمنون أنه كائن ، ثم خوفهم فقال ـ عزوجل ـ : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) [٧٧ ب] (فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) يعنى الأمم الخالية فكان عاقبتهم العذاب فى الدنيا (كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ) من أهل مكة (قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها) يعنى وعاشوا فى الأرض (أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها) أكثر مما عاش فيها كفار مكة (وَجاءَتْهُمْ) يعنى الأمم الخالية (رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) يعنى أخبرتهم بأمر العذاب (فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ) فيعذبهم على غير ذنب (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ـ ٩ ـ (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا) يعنى أشركوا (السُّواى) بعد العذاب فى الدنيا (أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ) يعنى بأن كذبوا بالعذاب بأنه ليس بنازل بهم فى الدنيا (وَكانُوا بِها) يعنى بالعذاب (يَسْتَهْزِؤُنَ) ـ ١٠ ـ تكذيبا به أنه لا يكون ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) يقول الله بدأ الناس فخلقهم ، ثم يعيدهم فى الآخرة بعد الموت أحياء كما كانوا (ثُمَّ إِلَيْهِ «تُرْجَعُونَ») (١) ـ ١١ ـ فى الآخرة ، فيجزيهم بأعمالهم (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) يعنى يوم القيامة (يُبْلِسُ) يعنى ييأس (الْمُجْرِمُونَ) ـ ١٢ ـ يعنى كفار مكة من شفاعة الملائكة (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ) من الملائكة (شُفَعاءُ)
__________________
(١) فى أ : يرجعون.