ـ ٢٤ ـ بأنها من الله ـ عزوجل ـ (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ) يعنى يقضى بينهم يعنى بنى إسرائيل (يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ) من الدين (يَخْتَلِفُونَ) ـ ٢٥ ـ ثم خوف كفار مكة فقال ـ تعالى ـ : (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) يعنى يبين لهم (كَمْ أَهْلَكْنا) بالعذاب (مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ) يعنى الأمم الخالية (يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ) يقول يمرون على قراهم يعنى قوم لوط ، وصالح وهود ، عليهم فيرون هلاكهم (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) يعنى لعبرة (أَفَلا يَسْمَعُونَ) ـ ٢٦ ـ الوعيد بالمواعظ ، ثم وعظهم ليوحدوا فقال ـ سبحانه ـ : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) يعنى الملساء ليس فيها نبت (فَنُخْرِجُ بِهِ) بالماء (زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ) ـ ٢٧ ـ هذه الأعاجيب فيوحدون ربهم ـ عزوجل ـ (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ) يعنى القضاء وهو البعث (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ـ ٢٨ ـ وذلك أن المؤمنين «قالوا إن لنا يوما» (١) نتنعم فيه ونستريح فقال كفار مكة : متى هذا الفتح إن كنتم صادقين؟ يعنون النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وحده ، تكذيبا بالبعث بأنه «ليس بكائن» (٢) فإن كان البعث حقا صدقنا يومئذ فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ (قُلْ) يا محمد (يَوْمَ الْفَتْحِ) يعنى القضاء (لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ) بالبعث لقولهم للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إن كان البعث الذي تقول حقا صدقنا يومئذ ، فذلك قوله [٨٦ أ] ـ عزوجل ـ «يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا بالبعث» (٣) لقولهم إن كان ذلك اليوم حقا صدقنا
__________________
(١) من ز ، وفى أ : قالوا لنا يوم.
(٢) فى ا : ليس كائن.
(٣) كذا فى ا ، ز. وأعتقد أن أصله ـ بالبعث إيمانهم.