والقتال فى الخندق ، يقول ذلك المنافقون بعضهم لبعض. ثم قال : (وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) يعنى خالية طائعة هذا قول بنى حارثة ابن الحرث ، وبنى سلمة بن جشم ، وهما من الأنصار وذلك أن بيوتهم كانت فى ناحية من المدينة ، فقالوا بيوتنا ضائعة نخشى عليها السراق ، يقول الله ـ تعالى ـ : (وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ) يعنى بضائعه (إِنَ) يعنى ما (يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً) ـ ١٣ ـ من القتل نزلت فى قبيلتين من الأنصار بنى حارثة وبنى سلمة بن جشم ، وهموا أن يتركوا أماكنهم فى الخندق ففيهم (١) يقول الله ـ تعالى ـ : (إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (٢) قالوا بعد ما نزلت هذه الآية ما يسرنا أنا لم نهم بالذي هممنا إذ كان الله ولينا.
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها) يقول ولو دخلت عليهم المدينة من نواحيها يعنى نواحي المدينة (ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ) يعنى الشرك (لَآتَوْها) يعنى لأعطوها عفوا يقول لو أن الأحزاب دخلوا المدينة ، ثم أمروهم بالشرك لأشركوا (وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً) ـ ١٤ ـ يقول ما تحبسوا بالشرك إلا قليلا حتى يعطوا طائعين فيكفوا ، ثم أخبر عنهم فقال ـ سبحانه ـ : (وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ) قتال الخندق وهم سبعون رجلا ليلة العقبة قالوا (٣) للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ اشترط لربك ولنفسك ما شئت. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه
__________________
(١) فى ا : وفيهم.
(٢) سورة آل عمران : ١٢٢.
(٣) فى ا : فقالوا.