خيرا وهو النصر يقول : «من يقدر على دفع السوء وصنيع الخير» (١) ، نظيرها فى الفتح «... قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ (٢) نَفْعاً ...» ثم قال ـ عزوجل ـ : (وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا) يعنى قريبا فينفعهم (وَلا نَصِيراً) ـ ١٧ ـ يعنى مانعا يمنعهم من الهزيمة. إن أراد بكم «سوءا» أو أراد بكم رحمة (٣) (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ) وذلك أن اليهود أرسلوا إلى المنافقين يوم الخندق فقالوا : ماذا الذي «حملكم» (٤) أن تقتلوا أنفسكم بأيدى أبى سفيان ومن معه فإنهم إن قدروا هذه المرة لم يستبقوا منكم أحدا ، وأنا نشفق عليكم ، إنما أنتم إخواننا ، ونحن جيرانكم. (وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا). فأقبل «رجلان» (٥) من المنافقين عبد الله بن أبى ، ورجل من أصحابه على المؤمنين يعوقونهم ويخوفونهم بأبى سفيان ومن معه ، قالوا : لئن قدروا عليكم هذه المرة لم يستبقوا منكم أحدا. «ما ترجون» (٦) من محمد ، فو الله ما يرفدنا بخير ، ولا عنده خير ما هو إلا «أن» (٧) يقتلنا هاهنا وما لكم فى صحبته خير ، هلم ننطلق إلى إخواننا وأصحابنا «يعنون اليهود» (٨). فلم يزد قول المنافقين للمؤمنين إلا إيمانا وتسليما واحتسابا ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ) يعنى عبد الله بن أبى وأصحابه «و» يعلم
__________________
(١) فى أ : من يقدر على دفع السوء ودفع الخير.
(٢) سورة الفتح : ١١ ، وهي مذكورة فى الأزهرية فقط هكذا (... إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً ...)
(٣) هكذا فى الأزهرية. وفى ف ، أ : سوءا فى التقديم.
(٤) فى أ : «يحملكم».
(٥) فى ف : «رجل». وفى أوالأزهرية : «رجلان».
(٦) فى الأزهرية : «ما ترجوا». وهو خطأ. وفى أ : «ما تريدون».
(٧) هكذا فى الأزهرية ، «أن» ساقطة من ف ، أ.
(٨) هكذا فى الأزهرية ، «يعنون اليهود» ساقطة من ف ، ا.