فإن تركهن ما أمرهن به وارتكابهن ما نهاهن عنه من الرجس. فذلك قوله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) يا (أَهْلَ الْبَيْتِ) يعنى نساء النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لأنهن فى بيته (وَيُطَهِّرَكُمْ) (١) من الإثم الذي ذكر ـ ٣٣ ـ فى هذه الآيات (تَطْهِيراً) ـ ٣٣ ـ.
حدّثنى أبى عن الهذيل فقال : قال مقاتل بن سليمان : يعنى به نساء النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كلهن وليس معهن ذكر (٢).
(وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ) يعنى القرآن (وَالْحِكْمَةِ) يعنى أمره ونهيه فى القرآن فوعظهن ليتفكرن. وامتن عليهن (إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً) ـ ٣٤ ـ يعنى لطيف عليهن فنهاهن أن يخضعن بالقول خبيرا به. (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) وذلك أن أم سلمة بنت أبى أمية أم المؤمنين ونسيبة بنت كعب (٣) الأنصارى قلن ما شأن ربنا يذكر الرجال ولا يذكر النساء فى شيء من كتابه نخشى ألا يكون فيهن خير ، ولا لله فيهن حاجة ، وقد تخلى عنهن فأنزل الله ـ تعالى ـ فى قول أم سلمة ونسيبة بنت كعب (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) يعنى المخلصين بالتوحيد والمخلصات (وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ)
__________________
(١) هنا تعليق على أهو : «فى الأصل ويطهركن».
(٢) فى ز هامش تعليق على كلام مقاتل هو : (قلت لو كان الأمر كذلك لقال «عنكن» بنون النسوة والصحيح أن أهل البيت على وفاطمة والحسن والحسين ويؤيد هذا قوله «عنكم». وأيضا كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فيهم وإذا اجتمع ألف مؤنث وفيهم ذكر غلب المذكر على المؤنث لأن المذكر هو الأصل لأنه يدرك بلا زيادة والمؤنث لا يدرك إلا بزيادة وما يدرك بزيادة فرع عما يدرك بلا زيادة فلهذا قال : «عنكم» ولم يقل «عنكن»)
(٣) فى ف : كنعان ، وهو تصحيف.