قال : إن الترك سرية خرجوا من يأجوج ومأجوج يغيرون على الناس فردم ذو القرنين دونهم فبقوا.
قال مقاتل : إنما سموا الترك لأنهم تركوا خلف الردم.
حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا الهذيل عن أبى المليح عن ميمون بن مهران عن ابن عباس ، قال : انتهى ذو القرنين إلى ملك من ملوك الأرض ، فقال لذي القرنين : إنك قد بلغت ما لم يبلغه أحد ، وقد أخبرت أن عندك علما ، وأنا سائلك عن خصال أربع فإن أنت أخبرتنى عنهم علمت أنك عالم. ما اثنان قائمان؟ واثنان ساعيان؟ واثنان مشتركان؟ واثنان متباغضان؟
قال له ذو القرنين : أما الاثنان القائمان فالسموات والأرض لم يزولا منذ خلقهما الله ـ عزوجل ـ ، وأما الاثنان الساعيان فالشمس والقمر لم يزالا (دائِبَيْنِ) (١) منذ خلقهما الله ـ عزوجل ـ ، وأما الاثنان المشتركان فالليل والنهار يأخذ كل واحد منهما من صاحبه ، وأما الاثنان المتباغضان فالموت» (٢) والحياة لا يحب أحدهما صاحبه أبدا ، قال صدقت فإنك من علماء أهل الأرض.
حدثنا عبيد الله ، قال حدثني : أبى عن الهذيل ، عن المسعودي عن عون بن عبد الله المزني عن مطرف بن الشخير ، أنه قال : فضل العلم خير من فضل العمل وخير العمل [١٠ ب] أوسطه والحسنة بين السيئتين» (٣).
قوله ـ سبحانه ـ : (... وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها) سيئة «وابتغ بين ذلك سبيلا» (٤) حسنة. قال الهذيل ولم أسمع مقاتلا.
__________________
(١) فى الأصل دائبان.
(٢) فى أ : الموت ، ل : فالموت.
(٣) من أ ، ل : بين الستين.
(٤) سورة الإسراء : ١١٠.