جبريل ـ عليهالسلام ـ فأخبرنى أن الجنة تشتاق إلى وإلى أمتى فضحكت من ذلك وفرحت.
قالت أم هانئ : يحق لك ، يا رسول الله ، أن تفرح.
ثم وضع رأسه فنام فضحك فى منامه ، فاستوى جالسا ، فقالت أم هانئ : لقد سرني ما رأيت من البشرى فى وجهك يا رسول الله ، قال : يا أم هانئ ، عرضت على أمتى فإذا معهم قضبان النور ، إن القضيب منها» (١) ليضيء ما بين المشرق والمغرب ، فسألت جبريل ـ عليهالسلام ـ عن تلك القضبان التي فى أيديهم ، فقال ذلك الإسلام يا محمد ـ صلى الله عليك ـ وفتحت أبواب الجنة فى منامي فنظرت إلى داخلها من خارجها فإذا فيها قصور الدر والياقوت فقلت لمن هذه؟ فقال : لك يا محمد ولأمتك ولقد زينها الله ـ عزوجل ـ لك ولأمتك قبل أن يخلقك [١١ أ] بألفى عام ، فضحكت من ذلك. قالت أم هانئ : يحق لك أن تضحك وتفرح» (٢) هنيئا لك مريئا ، يا نبى الله ، بما أعطاك ربك.
حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا الهذيل عن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : لما خلق الله ـ عزوجل ـ جنة الفردوس وغرسها بيده فلما فرغ منها ، لم تر عين ولم يخطر على قلب بشر مثلها وما فيها ، فقال لها ـ تبارك وتعالى ـ : تزيني. فتزينت ، ثم قال لها : تزيني. فتزينت ، ثم قال لها : تكلمي. فتكلمت قالت (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (٣) قال لها : من هم؟ قالت : الموحدون أمة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
__________________
(١) فى أ : فيها.
(٢) فى أ : يحق لك أن تفرح وتفرح ، ل : يحق لك أن تضحك وتفرح.
(٣) سورة المؤمنون الآية الأولى.