وما يستويان فى الفضل والعمل «الأعمى» عن الهدى يعنى الكافر «والبصير» بالهدى : المؤمن (وَلَا) تستوي (١) (الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ) ـ ٢٠ ـ يعنى بالظلمات الشرك والنور يعنى الإيمان (وَلَا الظِّلُ) يعنى الجنة (وَلَا الْحَرُورُ) ـ ٢١ ـ يعنى النار (وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ) المؤمنين (وَلَا الْأَمْواتُ) يعنى الكفار ، والبصير ، والظل ، والنور ، والأحياء ، فهو مثل المؤمن.
والأعمى والظلمات والحرور والأموات ، فهو مثل الكافر ، ثم قال ـ جل وعز ـ (إِنَّ اللهَ) [١٠٣ ب] (يُسْمِعُ) الإيمان (مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ) يا محمد (بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) ـ ٢٢ ـ وذلك أن الله ـ جل وعز ـ شبه الكافر من الأحياء حين دعوا إلى الإيمان فلم يسمعوا ، بالأموات أهل القبور الذين لا يسمعون الدعاء ، ثم قال للنبي ـ عليهالسلام ـ حين لم «يجيبوه» (٢) إلى الإيمان (إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ) ـ ٢٣ ـ ما أنت إلا رسول (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِ) لم نرسلك رسولا باطلا لغير شيء (بَشِيراً) لأهل طاعته بالجنة (وَنَذِيراً) من النار لأهل معصيته ، ثم قال : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ) وما من أمة فيما مضى (إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) ـ ٢٤ ـ إلا جاءهم رسول غير أمة محمد فإنهم لم يجئهم رسول قبل محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ولا يجيئهم إلى يوم القيامة (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) يعزى نبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ليصبر فلست بأول رسول كذب (فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من الأمم الخالية (جاءَتْهُمْ) (٣) (رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالآيات التي كانوا يصنعون ويخبرون بها (وَبِالزُّبُرِ) وبالأحاديث التي كانت قبلهم من المواعظ
__________________
(١) فى أ : (وما) تستوي
(٢) الضمير عائد إلى الكفار ، أى حين لم يجبه الكفار.
(٣) فى أ : زيادة : ثم قال إن الرسل جاءوا.