ـ ٣١ ـ بها (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ) قرآن محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (الَّذِينَ اصْطَفَيْنا) اخترنا (مِنْ عِبادِنا) من هذه الأمة (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) أصحاب الكبائر من أهل التوحيد (وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) عدل فى قوله (وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) الذين سبقوا إلى الأعمال الصالحة وتصديق الأنبياء (بِإِذْنِ اللهِ) بأمر الله ـ عزوجل ـ (ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ـ ٣٢ ـ دخول الجنة ثم أخبره بثوابهم فقال ـ جل وعز ـ : (جَنَّاتُ عَدْنٍ) تجرى من تحتها الأنهار (يَدْخُلُونَها) هؤلاء الأصناف الثلاثة (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) بثلاث (١) أسورة (وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) ـ ٣٣ ـ وقد حبس ـ الظالم ـ بعد هؤلاء الصنفين : السابق والمقتصد ، ما شاء الله من أجل ذنوبهم (٢) الكبيرة ، ثم غفرها لهم وتجاوز عنهم فأدخلوا الجنة فلما دخلوها ، واستقرت بهم الدار حمدوا ربهم من المغفرة ودخول الجنة (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) لأنهم لا يدرون ما يصنع الله ـ عزوجل ـ بهم (إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ) للذنوب العظام (شَكُورٌ) ـ ٣٤ ـ للحسنات وإن قلت ، وهذا قول آخر شكور للعمل الضعيف القليل ، فهذا قول أهل الكبائر من أهل التوحيد ، ثم قالوا : الحمد لله (الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ) يعنى دار الخلود أقاموا فيها أبدا لا يموتون ولا يتحولون عنها أبدا (مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ) لا يصيبنا فى الجنة مشقة فى أجسادنا (وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) ـ ٣٥ ـ ولا يصيبنا فى الجنة عيا لما كان يصيبهم فى الدنيا من النصب فى العبادة (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بتوحيد الله (لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا
__________________
(١) فى الأصل : «بثلاثة».
(٢) الضمير عائد على الظالم ، والمراد به حبس الظالم لنفسه ، من أجل ذنوب هذه الفئة ، ولذا أعاد الضمير بالجمع ، فقال من أجل ذنوبهم.