فلما صارا إلى الآخرة أدخل المؤمن الجنة ، وأدخل المشرك النار ، فلما أدخل الجنة المؤمن ذكر أخاه ، فقال لإخوانه من أهل الجنة : (إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ) يعنى «صاحب» (١) (يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ) ـ ٥٢ ـ بالبعث (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) ـ ٥٣ ـ يعنى «المحاسبين» (٢) فى أعمالنا ثم (قالَ) المؤمن لإخوانه فى الجنة : (هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ) ـ ٥٤ ـ إلى النار فتنظرون منزلة أخى فردوا عليه أنت أعرف به منا ، فاطلع أنت ، ولأهل الجنة فى منازلهم كوى فإذا شاءوا نظروا إلى أهل النار (فَاطَّلَعَ) المؤمن (فَرَآهُ) فرأى أخاه (فِي سَواءِ) يعنى فى وسط (الْجَحِيمِ) ـ ٥٥ ـ أسود الوجه أزرق العينين مقرونا مع شيطانه فى سلسلة (قالَ) المؤمن : (تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ) (٣) ـ ٥٦ ـ لتغوين فأنزل منزلتك فى النار (وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي) يقول لو لا ما أنعم الله على بالإسلام (لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) ـ ٥٧ ـ النار ، ثم انقطع الكلام ، ثم أقبل المؤمن على أصحابه فقال : (أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ) ـ ٥٨ ـ عرف المؤمن أن كل نعيم معه الموت فليس بتام (إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى) التي كانت فى الدنيا (٤) (وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) (٥) ـ ٥٩ ـ فقيل له «إنك لا تموت فيها» (٦) فقال عند ذلك : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ـ ٦٠ ـ ثم انقطع كلام المؤمن ، يقول الله ـ عزوجل : (لِمِثْلِ هذا) النعيم الذي ذكر قبل هذه الآية فى قوله : «أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ
__________________
(١) كذا فى أ ، وفى ل : «صاحب».
(٢) «المحاسبين» من أوليست فى ل.
(٣) ما بين القوسين «...» : ساقط من أ.
(٤) فى أ : الآية.
(٥) ما بين القوسين «...» : من ل ، وليس فى أ.
(٦) كذا فى أ ، ل والأنسب : «إنك لا تموت فيها ولا تعذب».