رجعوا من عيدهم فدخلوا عليها «سجدوا لها (١)» «ثم يتفرقون (٢)» فلما خرجوا إلى عيدهم اعتل إبراهيم بالطاعون ، وذلك أنهم كانوا ينظرون فى النجوم ، فنظر إبراهيم فى النجوم فقال : (إِنِّي سَقِيمٌ) ، قال الفراء : كل من عمل فيه النقص ودب فيه الفناء وكان منتظر للموت فهو سقيم. فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ) ـ ٩٠ ـ ذاهبين وقد وضعوا الطعام والشراب بين يدي آلهتهم (فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ) إلى الصنم الكبير وهو فى (٣) بيت (فَقالَ) للآلهة (أَلا تَأْكُلُونَ) ـ ٩١ ـ الطعام الذي بين أيديكم (ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ) ـ ٩٢ ـ ما لكم لا تكلمون؟ ما لكم لا تردون جوابا ، أتأكلون ، أولا تأكلون ، (فَراغَ) يعنى فمال إلى آلهتهم «فراغ» (عَلَيْهِمْ) يعنى فأقبل عليها (ضَرْباً بِالْيَمِينِ) بيده اليمين «يكسرهم بالفأس فلما رجعوا من عيدهم ، (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ) ـ ٩٤ ـ يمشون إلى إبراهيم يأخذونه بأيديهم ف (قالَ) لهم إبراهيم : (أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ) ـ ٩٥ ـ وما تنحتون من الأصنام [١١٢ ب] (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) ـ ٩٦ ـ وما تنحتون من الأصنام.
قال أبو محمد : قال الفراء : (ضَرْباً بِالْيَمِينِ) الذي حلفها عليها ، فقال :«وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين» (٤). قال أبو محمد : حدثني هناد ، قال : حدثنا ابن يمان ، قال : رأيت «سفيان (٥)» جائيا من السوق بالكوفة ، فقلت : من أين أقبلت؟ قال : من دار الصيادلة نهيتهم عن بيع
__________________
(١) فى أ : «فسجدوا لها».
(٢) فى الأصل : «ثم يتفرقوا».
(٣) كذا فى أ ، ل.
(٤) سورة : الأنبياء : ٥٧.
(٥) فى الأصل : «سفيانا».