ولدا صالحا ، فاستجاب له (فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ) ـ ١٠١ ـ يعنى عليم ، وهو العالم (١) ، وهو إسحاق بن سارة (٢).
__________________
(١) فى أ : وهو الغلام ، وفى ل : وهو العالم.
(٢) ذهب مقاتل إلى أن الذبيح إسحاق ، والمشهور أنه إسماعيل ، وفى كتاب بصائر ذوى التمييز للفيروزآبادي أنه إسماعيل وقد مر بك فى أول السورة «المقصود الإجمالى لسورة الصافات» أن الذبيح إسماعيل ، فى رأى الفيروزآبادى وجمهور المفسرين ، ويرجحه أن الله بشر إبراهيم بإسحاق بعد ذكر قصة الذبح فدل على أن المبشر به غير الذبيح. وقد عنى الطبري فى تفسيره لهذه الآية بتحقيق الذبيح فقال : واختلف أهل التأويل فى المفدى من الذبح من ابني إبراهيم فقال بعضهم : هو إسحاق ، وقال بعضهم : هو إسماعيل.
وأورد الطبري أدلة الفريقين فى أربع صفحات هي الصفحات ٥١ ـ ٥٤ من الجزء الثالث والعشرين.
«قال أبو جعفر» : وأولى القولين بالصواب فى المفدى من ابني إبراهيم ـ خليل الرحمن ـ على ظاهر التنزيل قول من قال هو إسحاق لأن الله قال : (وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) سورة الصافات : ١٠٧ فذكر أنه فدى الغلام الحليم الذي بشر به إبراهيم حين سأله أن يهب له ولدا صالحا من الصالحين فقال : (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) فإذا كان المفدى بالذبح من ابنيه هو المبشر به وكان الله ـ تبارك اسمه ـ قد بين فى كتابه أن الذي بشر به هو إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فقال ـ جل ثناؤه ـ :
(وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) سورة هود : ٧١ وكان فى كل موضع من القرآن ذكر تبشيره إياه بولد فإنما هو معنى به إسحاق كان بيتا أن تبشيره إياه بقوله (فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ) فى هذا الموضع نحو سائر أخباره فى غيره من آيات القرآن ...
وقد ذهب الأستاذ سيد قطب إلى أن الذبيح هو إسماعيل كما يرجح سياق السيرة والسورة.
ورجح النسفي فى تفسيره أن الذبيح هو إسماعيل قال النسفي :
(والأظهر أن الذبيح إسماعيل وهو قول أبى بكر وابن عباس وابن عمر وجماعة من التابعين ـ رضى الله عنهم ـ لقوله ـ عليهالسلام ـ أنا ابن الذبيحين أحدهما جده إسماعيل والآخر أبوه عهد الله.
وعن الأصمعى أنه قال : سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح؟ فقال : يا أصمعى أين عزب عنك عقلك؟ ومتى كان إسحاق يمكنه وإنما كان إسماعيل بمكة وهو الذي بنى البيت مع أبيه والنحر بمكة ... والمسألة كما ترى فيها خلاف بين المفسرين والمرجح لدى أن الذبيح هو إسماعيل ـ عليهالسلام ـ وقد نقل النيسابوري فى تفسيره عددا من الحجج على أن الذبيح هو إسماعيل لا إسحاق وكان الزجاج يقول الله أعلم أيهما الذبيح.