عيسى بن مريم ، ثم قال الوليد : (إِنْ هذا) القرآن (إِلَّا اخْتِلاقٌ) ـ ٧ ـ من محمد تقوله من تلقاء نفسه ، ثم قال الوليد : (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (مِنْ بَيْنِنا) ونحن أكبر سنا وأعظم شرفا ، يقول الله ـ عزوجل ـ لقول الوليد : (إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) يقول الله ـ تعالى ـ : (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي) يعنى القرآن (بَلْ لَمَّا) يعنى لم (يَذُوقُوا عَذابِ) ـ ٨ ـ ، مثل قوله «... وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ (١) ...» يعنى لم يدخل الإيمان فى قلوبكم (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ) يعنى نعمة ربك وهي النبوة ، نظيرها فى الزخرف «أهم يقسمون رحمة ربك ...» (٢) يعنى النبوة يقول أبأيديهم مفاتيح النبوة والرسالة فيضعونها حيث شاءوا ، فإنها ليست بأيديهم ولكنها بيد (الْعَزِيزِ) فى ملكه (الْوَهَّابِ) ـ ٩ ـ الرسالة ، والنبوة لمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، ثم قال : (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) يعنى كفار قريش يقول ألهم ملكهما وأمرهما ، بل الله يوحى الرسالة إلى من يشاء ، ثم قال : (فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ) ـ ١٠ ـ يعنى الأبواب إن كانوا صادقين بأن محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تخلقه من تلقاء نفسه ، يقول الوليد : «إن هذا إلا اختلاق الأسباب» يعنى الأبواب التي فى السماء ، فليستمعوا إلى الوحى حين يوحى الله ـ عزوجل ـ إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، ثم أخبر عنهم فقال : (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ) ـ ١١ ـ فأخبر الله ـ تعالى ـ بهزيمتهم ببدر مثل قوله : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ...) (٣) ببدر والأحزاب [١١٦ ا] بنى المغيرة
__________________
(١) سورة الحجرات : ١٤.
(٢) سورة الزخرف : ٣٢.
(٣) سورة القمر : ٤٥.