من نسائهم ، وكانت فيهم ابنة ملكهم فاتخذها لنفسه فاشتاقت إلى أبيها ، وكان بها من الحسن والجمال حالا يوصف فحزنت وهزلت وتغيرت فأنكرها سليمان أن يتخذ لها شبه أبيها فاتخذ لها صنما على شبه أبيها فكانت تنظر إليه فى كل ساعة فذهب عنها ما كانت تجد فكانت تكنس ذلك البيت وترشه حتى زين لها الشيطان فعبدت ذلك الصنم بغير علم سليمان لذلك ، وكانت لسليمان جارية من أوثق أهله عنده قد كان وكلها بخاتمه وكان سليمان لا يدخل الخلاء حتى يدفع خاتمه إلى تلك الجارية وإذا أتى بعض نسائه فعل ذلك وأن سليمان أراد ذات يوم أن يدخل الخلاء فجاء صخر وقد «نزع» (١) سليمان خاتمه ليناوله الجارية ، ولم يلتفت ، فأخذه صخر فألقاه فى البحر وجلس صخر فى ملك سليمان (٢) ، وذهب عن سليمان البهاء والنور فحرج يدور فى قرى بنى إسرائيل فكلما أتى سليمان قوما رجموه وطردوه تعظيما لسليمان ـ عليهالسلام ـ وكان سليمان إذا لبس خاتمه سجد له كل شيء يراه من الجن والشياطين وتظله الطير ، وكان خرج من ملكه فى ذى القعدة
__________________
(١) ونزع.
(٢) فى ا : وجلس فى ملكه ، وهذه القصة كلها ليست فى ف (نسخة فيض الله) إلى جوار أنها مختلفة لمخالفتها ما ورد فى الحديث الصحيح الذي رواه البخاري فى باب الجهاد : ٤ / ٢٢ عن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، قال سليمان بن داود ـ عليهماالسلام ـ لأطوفن الليلة على مائة امرأة ، أو تسع وتسعين كلهن تأتى بفارس يجاهد فى سبيل الله. فقال له صاحبه : إن شاء الله ، فلم يقل إن شاء الله ، فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفس محمد بيده او قال : إن شاء الله ، لجاهدوا فى سبيل الله فرسانا أجمعون. أه.
***
فإذا ورد فى السنة الصحيحة تفسيرا للآية فلا يجوز أن نفسرها بقصة صخر المارد التي ذكرها مقاتل ، وأوردها ابن جرير الطبري : ٢٣ / ١٠١. ويجب أن ينقى تفسير القرآن من هذه الخرافات التي دخلت علينا من إسرائيليات اليهود وأباطيلهم.