فأخبرهم الله عن بدء خلقهم ليعتبروا فى البعث فقال ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) يعنى آدم ـ عليهالسلام ـ (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) يعنى ذريته (ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ) يعنى مثل الدم (ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ) يعنى «ثماني عشرة سنة» (١) فهو فى الأشد ما بين الثماني عشرة إلى الأربعين سنة (ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً) يعنى لكي تكونوا شيوخا (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ) أن يكون شيخا (وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى) يعنى الشيخ والشاب جميعا (وَلَعَلَّكُمْ) يعنى ولكي (تَعْقِلُونَ) ـ ٦٧ ـ يقول لكي تعقلوا «آثار» (٢) ربكم فى خلقكم بأنه قادر على أن يبعثكم كما خلقكم ، ثم قال : (هُوَ) الله (الَّذِي يُحْيِي) الموتى (وَيُمِيتُ) الأحياء (فَإِذا قَضى أَمْراً) [١٣١ ب] كان فى علمه يعنى البعث (فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ـ ٦٨ ـ مرة واحدة لا يثنى قوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ) يعنى آيات القرآن أنه ليس من الله ـ عزوجل ـ (أَنَّى يُصْرَفُونَ) ـ ٦٩ ـ يقول من أين يعدلون عنه إلى غيره يعنى كفار مكة ، ثم أخبر عنهم فقال ـ تعالى ـ : (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ) يعنى بالقرآن (وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا) يعنى محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أرسل بالتوحيد ، فأوعدهم فى الآخرة. فقال : (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) ـ ٧٠ ـ هذا وعيد ، ثم أخبر عن الوعيد. فقال : (إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ) ـ ٧١ ـ على الوجوه (فِي الْحَمِيمِ) يعنى حر النار (ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ) ـ ٧٢ ـ يعنى يوقدون فصاروا وقودها. (ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ) قبل دخول النار يعنى تقول
__________________
(١) فى أ : ثمانية عشر سنة ، وفى ل سقطت جملة (ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ) مع تفسيرها.
(٢) «آثار» : زيادة اقتضاها السياق ، ليست فى أ ، ولا فى ل ، وفى الجلالين (وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) دلائل التوحيد فتؤمنون.