ببيت المقدس فقتلوهم ، وسبوهم حين قتلوا يحيى بن زكريا وغيره من الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا) يقول فلما رأوا عذابنا يعنى أهل حضور (إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) ـ ١٢ ـ يقول إذا هم من القرية يهربون قالت لهم الملائكة كهيئة الاستهزاء (لا تَرْكُضُوا) يقول لا تهربوا (وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ) يعنى إلى ما خولتم فيه من الأموال (وَ) إلى (مَساكِنِكُمْ) يعنى قريتكم التي هربتم منها (لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) ـ ١٣ ـ كما سئلتم الإيمان قبل نزول العذاب فلما رأوا العذاب (قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) ـ ١٤ ـ يقول الله ـ عزوجل ـ : (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ) يقول فما زال الويل قولهم (حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) ـ ١٥ ـ يقول أطفأناهم بالسيف فحمدوا مثل النار إذا طفئت فحمدت (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ) يعنى السموات السبع والأرضين السبع (وَما بَيْنَهُما) من الخلق (لاعِبِينَ) ـ ١٦ ـ يعنى عابثين لغير شيء ولكن خلقناهما لأمر هو كائن (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) يعنى ولدا وذلك أن نصارى نجران السيد والعاقب ومن معهما قالوا عيسى ابن الله فقال الله ـ عزوجل ـ : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) (١) (لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا) يعنى من عندنا من الملائكة لأنهم أطيب وأطهر من عيسى ولم نتخذه من أهل الأرض ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ) ـ ١٧ ـ يقول ما كنا فاعلين ذلك أن نتخذ ولدا ، مثلها
__________________
(١) تفسير (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) من ز ، وهو ناقص ، ومضطرب فى أ ، ففي أ : يعنى معهما ، قالوا عيسى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ابن الله ، فقال الله ـ عزوجل ـ : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) يعنى ولدا.