صادق فى قوله ونزل فى أبى جهل بن هشام وأبى بن خلف (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ ...) الآية (١) (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) لأنهما أول من أقاما على المعصية من الجن إبليس ، ومن الأنس ابن آدم قاتل هابيل رأس الخطيئة (نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا) يعنى من أسفل منا [١٣٥ ب] فى النار (لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) ـ ٢٩ ـ فى النار ، ثم أخبر عن المؤمنين فقال : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ) فعرفوه (ثُمَّ اسْتَقامُوا) على المعرفة ولم يرتدوا عنها (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) فى الآخرة من السماء وهم الحفظة (أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا «وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ») (٢) ـ ٣٠ ـ وذلك أن المؤمن إذا خرج من قبره ، فينفض رأسه ، وملكه قائم على رأسه يسلم عليه ، فيقول الملك للمؤمن أتعرفنى؟ فيقول : لا. فيقول : أنا الذي كنت أكتب عملك الصالح فلا تخف ولا تحزن وأبشر بالجنة التي كنت توعد ، وذلك أن الله وعدهم على السنة الرسل ـ فى الدنيا ـ الجنة (٣) ، وتقول الحفظة يومئذ للمؤمنين (نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ونحن أولياؤكم اليوم : (وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها) يعنى فى الجنة (ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ) ـ ٣١ ـ يعنى ما تتمنون ، هذا الذي أعطاكم الله كان (نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) ـ ٣٢ ـ ، قوله : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ) يعنى التوحيد (وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
__________________
(١) سورة فصلت : ٤٠ وتمامها (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
(٢) (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) : ساقطة من أ.
(٣) أى أن الوعد بالجنة كان فى الدنيا على ألسنة الرسل.