النار (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ) يقول لا يمل الكافر (مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) يقول لا يزال يدعو ربه الخير والعافية (وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ) يعنى البلاء وشدة (فَيَؤُسٌ) من الخير (قَنُوطٌ) ـ ٤٩ ـ من الرحمة ، ثم قال : (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا) يقول ولئن آتيناه خير وعافية (مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ) يعنى بعد بلاء وشدة أصابته (لَيَقُولَنَّ هذا لِي) يقول أنا أحق بهذا ، يقول : (وَما أَظُنُ) يقول ما أحسب (السَّاعَةَ قائِمَةً) يعنى القيامة كائنة ، ثم قال الكافر : (وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي) فى الآخرة إن كانت آخرة (إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى) يعنى الجنة كما أعطيت فى الدنيا يقول الله ـ تعالى ـ (فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا) من أعمالهم الخبيثة (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ) ـ ٥٠ ـ يعنى شديد لا يقتر عنهم ، وهم فيه مبلسون ، ثم قال : (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ) بالخير والعافية (أَعْرَضَ) عن الدعاء فلا يدعو ربه (وَنَأى بِجانِبِهِ) يقول وتباعد بجانبه عن الدعاء فى الرخاء (وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ) بلاء أو شدة أصابته (فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ) ـ ٥١ ـ يعنى دعاء كبير يسأل ربه أن يكشف ما به من الشدة فى الدعاء ويعرض عن الدعاء فى الرخاء (قُلْ) يا محمد لكفار مكة : (أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ) هذا القرآن (مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ) وذلك أنهم قالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ما هذا القرآن إلا شيء ابتدعته من تلقاء نفسك أما وجد الله رسولا غيرك وأنت أحقرنا وأنت أضعفنا ركنا وأقلنا جندا ، أو يرسل ملكا ، إن هذا الذي جئت به لأمر عظيم ، يقول الله : (مَنْ أَضَلُ) يقول فلا أحد أضل (مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ) ـ ٥٢ ـ يعنى فى ضلال طويل ، ثم خوفهم فقال : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا) يعنى عذابنا (فِي الْآفاقِ) يعنى فى البلاد ما بين اليمن والشام ، عذاب قوم عاد ، وثمود ، وقوم لوط كانوا