بِالْقَوْلِ) يعنى الملائكة لا يسبقون ربهم بأمر ، يقول الملائكة لم تأمر كفار مكة بعبادتهم إياها ، ثم قال : (وَهُمْ) يعنى الملائكة (بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) ـ ٢٧ ـ يقول لا تعمل الملائكة إلا بأمره ، فأخبر الله ـ عزوجل ـ عن الملائكة أنهم عباد يخافون ربهم ويقدسونه ويعبدونه (يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ) يقول الرب ـ عزوجل ـ يعلم ما كان قبل أن يخلق الملائكة ، ويعلم ما كان بعد خلقهم (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) يقول لا تشفع الملائكة إلا لمن رضى الله أن يشفع له يعنى من أهل التوحيد» (١) «الذين لا يقولون إن الملائكة بنات الله ـ عزوجل ـ لأن كفار مكة زعموا أن الملائكة تشفع لهم فى الآخرة إلى الله ـ عزوجل ـ ، ثم قال : سبحانه ـ يعنى (٢) الملائكة (٣) (وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) ـ ٢٨ ـ يعنى خائفين (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ) يعنى من الملائكة (إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ) يعنى من دون الله ـ عزوجل ـ (فَذلِكَ) يعنى فهذا الذي يقول إنى إله من دونه (نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ) ـ ٢٩ ـ النار حين زعموا أن مع الله ـ عزوجل ـ إلها ولم يقل ذلك أحد من الملائكة غير إبليس عدو الله رأس الكفر (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا) يقول أو لم يعلم الذين كفروا من أهل مكة (أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً) يعنى ملتزقين ، وذلك أن الله ـ تبارك وتعالى ـ أمر بخار الماء فارتفع فخلق منه السموات السبع فأبان إحداهما من الأخرى ، فذلك قوله (فَفَتَقْناهُما) ثم قال ـ سبحانه ـ : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ)
__________________
(١) فى أ : (ولا يشفعون) الملائكة. والمثبت من ز.
(٢) يعنى بمعنى يقصد.
(٣) ما بين الأقواس «...» من أ ، وليس فى ز.