ـ ٣٤ ـ من الذنوب فينجيهم من الغرق والهلكة ، قال : (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) ـ ٣٥ ـ قال ويعنى من فرار (فَما) (١) (أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) تتمتعون بها قليلا (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ) مما أوتيتم فى الدنيا (وَأَبْقى) وأدوم (لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) ـ ٣٦ ـ يعنى وبربهم يثقون ، ثم نعتهم فقال : (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ) يقول كل ذنب يختم بنار (وَالْفَواحِشَ) ما يقام فيه الحد فى الدنيا (وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) ـ ٣٧ ـ يعنى يتجاوزون عن ظلمهم فيكظمون الغيظ ويعفون ، نزلت فى عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن فرط بن رازح بن عدى بن لؤي حين شتم بمكة ، فذلك قوله : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا) يعنى يتجاوزوا عن الذين «لا يرجون أيام الله ...» (٢). وقال : (وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا) لربهم فى الإيمان (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) يقول وأتموا الصلوات الخمس نزلت فى الأنصار ، «داوموا» (٣) عليها ، (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) قال كانت قبل الإسلام وقبل قدوم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ المدينة إذا كان بينهم أمر ، أو أرادوا أمرا اجتمعوا فتشاوروا بينهم فأخذوا به ، فأثنى الله عليهم خيرا ، ثم قال : (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) من الأموال (يُنْفِقُونَ) ـ ٣٨ ـ فى طاعة الله ، قال : (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ) يعنى الظلم (هُمْ يَنْتَصِرُونَ) ـ ٣٩ ـ يعنى المجروح ينتصر من الظالم فيقتص منه (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) أن يقتص منه المجروح كما أساء
__________________
(١) فى أ : وما.
(٢) سورة الجاثية : ١٣ وتمامها : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ).
(٣) فى الأصل : «داموا».