جماء الغفير (١) ومن الأنبياء من يسمع الصوت فيفقه ، ومن الأنبياء من يوحى إليه فى المنام ، وإن جبريل ليأتى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كما يأتى الرجل صاحبه فى ثياب البياض مكفوفة بالدر والياقوت ورجلاه مغموستان (٢) فى الخضرة (٣) ، قوله ـ تعالى ـ (وَكَذلِكَ) يعنى وهكذا (أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) يعنى الوحى بأمرنا كما أوحينا إلى الأنبياء من قبلك حين ذكر الأنبياء من قبله فقال (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً) إلى آخر الآية (٤).
قوله : (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ) يا محمد قبل الوحى ما الكتاب (وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ) يعنى القرآن (نُوراً) يعنى ضياء من العمى (نَهْدِي بِهِ) يعنى بالقرآن من الضلالة إلى الهدى (مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ـ ٥٢ ـ يعنى إنك لتدعو إلى دين مستقيم يعنى الإسلام (صِراطِ اللهِ) يقول دين الله (الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) خلقه وعبيده وفى قبضته (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) ـ ٥٣ ـ يعنى
__________________
(١) فى أ ، ف : «جم الغفير» وفى ح : «جم الفقير».
أقول : الثابت فى علم التوحيد أن على المؤمن أن يعتقد أن الله أرسل رسلا وأنبياء كثيرين لهداية البشر وعليه أن يفوض معرفة عددهم إلى الله ـ تعالى ـ ، لأن الله يقول : (مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) سورة غافر : ٧٨.
وتحديد الرسل بهذا العدد الصغير مرفوض عقلا وشرعا وجميع النسج مضطربة فى هذا الموضع.
(٢) فى أ ، ل : «ورجلاء مغموستان» وفى ف : «ورجلاه مطموستان»
(٣) فى أ ، ف ، ح : «الخضرة» ، وفى ل : «الحضرة».
(٤) الآية ٥١ من سورة الشورى وتمامها (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).