الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) ثم ينادى الملك : يا أهل النار خلود لا موت فيه. قال ابن عباس : فلو لا ما قضى الله ـ عزوجل ـ على أهل الجنة من الخلود فى الجنة ، لماتوا من فرحتهم تلك ، ولو لا ما قضى الله ـ عزوجل ـ على أهل النار من تعمير» (١) الأرواح فى الأبدان لماتوا حزنا. فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ ...) (٢) يعنى إذ وجب لهم العذاب يعنى ذبح الموت فاستيقنوا الخلود فى النار والحسرة والندامة ، فذلك قول الله ـ عزوجل ـ للمؤمنين (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) يعنى الموت بعد ما دخلوا الجنة (وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) يعنى الحفظة الذين كتبوا أعمال بنى آدم ، حين خرجوا من قبورهم قالوا للمؤمنين : (هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ـ ١٠٣ ـ فيه الجنة ، ثم قال : (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) يعنى كطي الصحيفة فيها الكتاب ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) وذلك أن كفار مكة أقسموا بالله جهد أيمانهم فى سورة النحل (... لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ ...) (٣) فأكذبهم الله ـ عزوجل ـ فقال ـ سبحانه ـ (بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا :)(كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) يقول هكذا نعيد خلقهم فى الآخرة كما خلقناهم فى الدنيا (وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) ـ ١٠٤ ـ (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ) يعنى التوراة والإنجيل والزبور (مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) يعنى اللوح المحفوظ (أَنَّ الْأَرْضَ) لله (يَرِثُها) (٤) (عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) ـ ١٠٥ ـ يعنى المؤمنون (إِنَّ فِي هذا)
__________________
(١) كذا فى أ ، ل : أى تظل معمرة وخالدة فى أجسادهم.
(٢) سورة مريم : ٣٩.
(٣) سورة النحل : ٣٨.
(٤) فى حاشية أ : فى الأصل «يورثها».