ودخول النار فى الآخرة (وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً) ـ ٢٦ ـ يعنى أحدا ، وذلك أن الله ـ تبارك وتعالى ـ (وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ) ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «أنه ان يؤمن من قومك إلا من قد آمن» (١) وذلك أن الله ـ تعالى ـ كان أخرج كل مؤمن من أصلابهم وأرحام نسائهم ، فلما أخبر بذلك دعا عليهم قال : («رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً» إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ) على الحال التي أخبرت عنهم ، أنه لن يؤمن منهم إلا من قد آمن ، (يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً) ـ ٢٧ ـ وكان الرجل منهم ينطلق بولده إلى نوح ـ عليهالسلام ـ فيقول لولده احذر هذا فإنه كذاب «وإن (٢)» [٢١١ أ] والدي قد حذرنيه فيموت الكبير على الكفر ، وينشأ الصغير على وصية أبيه ، فذلك قوله : (يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً) «فعم (٣)» الدعاء بعد دعائه على الكفار فقال : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَ) وكانا مسلمين وكان اسم أبيه لمك بن متوشلخ ، واسم أمه هيجل بنت لا موش بن متشلوخ (وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً) ـ ٢٨ ـ يعنى العذاب مثل قوله : يعنى دمرنا تدميرا فأفرقهم الله ـ تعالى ـ وحمل معه فى السفينة ثمانين نفسا أربعين رجلا وأربعين امرأة ، وفيهم ثلاثة أولاد لنوح منهم سام وحام ويافث ، فولد سام العرب ، وأهل السواد ، وأهل فارس ، وأهل الأهواز ، وأهل الحيرة ، وأهل
__________________
(١) ورد ذلك فى الآية ٣٦ من سورة هود وتمامها : (وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ).
(٢) فى أ : «فإن».
(٣) «نعم» : كذا فى أ ، ف ، والأنسب «ثم هم».
(٤) سورة الفرقان الآية ٣٩ وتمامها (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً).