كالحلقة فى الأرض الفلاة ، ثم قال : (الْمَجِيدُ) ـ ١٥ ـ الجواد الكريم (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) ـ ١٦ ـ يقول ليس يريد شيئا إلا فعله ، يقول إن العبد يفرق من سيده أن يفعل ما يشاء ، والسيد يفرق من أميره الذي هو عليه ، والأمير يفرق من الملك ، والملك يفرق من الله ـ عزوجل ـ ، والله ـ عزوجل ـ لا يفرق من أحد أن يفعل (١). فذلك قوله ـ تعالى ـ : («فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ» هَلْ) يعنى قد (أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ) ـ ١٧ ـ فى القرآن (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ) ـ ١٨ ـ قد عرفت ما فعل الله ـ عزوجل ـ بقوم فرعون ، حيث ساروا فى طلب موسى ـ عليهالسلام ـ وبنى إسرائيل وكانوا ألف ألف وخمسمائة ألف ، فساقهم الله ـ تعالى ـ بآجالهم إلى البحر ، فغرقهم الله أجمعين فمن الذي جاء يخاصمني فيهم ، قال : «وثمود» وهم قوم صالح حيث عقروا الناقة وكذبوا صالحا ، «ثم (٢)» تمتعوا فى دارهم ثلاثة أيام ، فجاءهم العذاب يوم السبت غدوة حين نهضت الشمس ، «... فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ (٣) بِذَنْبِهِمْ (٤)» وجبريل ـ عليهالسلام ـ الذي كان دمدم ، لأنه صرخ صرخة فوقع بيوتهم عليهم فسواها ، يقول فسوى البيوت على قبورهم ، لأنهم لما استيقنوا بالهلكة عمدوا فحفروا قبورا فى منازلهم ، وتحنطوا بالمر والصبر ، قال : «فسواها» (٥) يقول استوت على قبورهم ، قال فهل جاء أحد يخاصمني فيهم ، فذلك قوله : «ولا يخاف عقباها» (٦) قال فاحذروا يا أهل مكة فأنا المجيد الحق الذي ليس فوقى أحد ، ثم
__________________
(١) كذا فى أ ، ف ، والمعنى ، أن يفعل ما يشاء.
(٢) «ثم» : زيادة اقتضاها السياق.
(٣) أى رسول ربهم.
(٤) (بِذَنْبِهِمْ) : ساقطة من أ ، ف.
(٥) سورة الشمس : ١٤.
(٦) سورة الشمس : ١٥.