صلىاللهعليهوسلم ـ «وهو متعجب (١)» مما سمع منه فلقيه الأربد بن قيس السهمي ، فقال له : ما شأنك؟ وكان خليله فقص عليه قصته ، وقال : إنى دخلت على ابن أبى كبشة آنفا ، فسألته الوبر ، وله المدر فأبى ، ثم سألته من بعده فأبى ، ثم سألته أن يفضلني على أصحابه فأبى ، وقال : أنت أخوهم إن أحسنت إسلامك. فقال له : أفلا قتلته؟ قال : لم أطق ذلك. قال : فارجع بنا إليه ، فإن شئت حدثته حتى أضرب «عنقه (٢)» فانطلقا على وجوههما حتى دخلا على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقعد عامر عن يمينه والأربد عن يساره ، «وكان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ علم ما يريدان (٣)» قال : وجاء ملك من الملائكة فعصر بطن الأربد بن قيس ، وأقبل عامر على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقد وضع يده على «فمه (٤)» وهو يقول : يا محمد لقد خوفتني بأمر عظيم ، وبأقوام «كثيرة (٥)» فمن هؤلاء؟ «قال (٦)» : جنودي وهم أكثر مما ذكرت لك. قال : فأخبرنى ما اسم ربك؟ وما هو؟ ومن خليله؟ وما حيلته؟ وكم هو؟ وأبو من هو؟ ومن أى حي هو؟ ومن أخوه؟.
وكانت العرب يتخذون الأخلاء فى الجاهلية ، فأنزل الله ـ تعالى ـ «قل» يا محمد (هُوَ اللهُ أَحَدٌ) لقوله ما اسمه؟ وكم هو؟ («اللهُ الصَّمَدُ») لقوله ما طعامه؟ «الصمد» الذي لا يأكل ولا يشرب (٧) (لَمْ يَلِدْ) يقول ولم يتخذ ولدا (وَلَمْ يُولَدْ)
__________________
(١) فى أ : «وهو يتمايل يتعجب» ، وفى ف : «وهو متعجب».
(٢) أ : «أنا عنقه» ، وفى ف : «عنقه».
(٣) «وكان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ علم ما يريدان» : الجملة من ف ، وهي ناقصة فى أ.
(٤) فى أ : «فيه» ، وفى ف : «فمه».
(٥) فى أ : «كثير» ، وفى ف : «كثيرة».
(٦) «قال» من ف ، وهي ساقطة من أ
(٧) من أ ، وفى ف. ((اللهُ الصَّمَدُ) لقوله أبو من بكنى؟ وابن من هو؟)