٦ ـ بصيرة فى نبأ
النّبأ ـ محركة ـ : الخبر. ونبّأ وأنبأ : أخبر ، ومنه اشتق [النبى] قال تعالى : (نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(١) وعلى هذا هو فعيل بمعنى فاعل ، [و] قال تعالى : (نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)(٢) وعلى هذا فهو فعيل بمعنى مفعول. غير أنهم تركوا الهمزة فى النبىّ ، والبريّة ، والذّرّية ، والخابية ؛ إلا أهل مكّة حرسها الله ، فإنهم يهمزون هذه الأحرف ولا يهمزون غيرها ويخالفون العرب فى ذلك.
وتصغير النبىّ نبيّئ كنبيّع ، وتصغير النبوّة نبيّئة مثال نبيّعة ، يقول العرب : كانت نبيّئة مسيلمة نبيّئة سوء وجمع النبىّ أنبئاء ونبآء. قال العبّاس بن مرداس :
يا خاتم النباء إنّك مرسل |
|
بالحقّ كلّ هدى السبيل هداكا (٣) |
إنّ الإله بنى عليك محبّة |
|
فى خلقه ومحمّدا سمّاكا (٤) |
ويروى : يا خاتم الأنباء. ويجمع أيضا على نبيّين وأنبياء ؛ لأن الهمز لمّا أبدل وألزم الإبدال جمع جمع ما أصل لامه حرف العلة ؛ كعيد وأعياد.
ونبّأ تنبئة : أخبر ، وقوله تعالى : (لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا)(٥) أى لتجازينّهم بفعلهم. ويقول العربىّ (٦) للرّجل إذا توعّده : لأنبّئنّك ولأعرّفنّك. ونبّأته أبلغ من أنبأته. ويدلّ على ذلك قوله تعالى : (قالَتْ
__________________
(١) الآية ٤٩ سورة الحجر.
(٢) الآية ٣ سورة التحريم.
(٣) فى الاصلين : هدى النبىّ وما أثبت عن اللسان والتاج والسيرة على هامش الروض ٢ : ٢٩٥
(٤) فى اللسان : «ثنى» فى مكان «بنى».
(٥) الآية ١٥ سورة يوسف.
(٦) فى الأصلين العرب.