٧ ـ بصيرة فى وجد
وجد مطلوبه يجده وجودا ، ويجده بالضمّ لغة عامريّة لا نظير لها فى باب المثال. ووجد بكسر الجيم لغة ، قال جرير :
لم أر مثلك يا أمام خليلا |
|
أنأى بحاجتنا وأحسن قيلا (١) |
لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة |
|
تدع الصّوادى لا يجدن غليلا |
بالعذب من وصف القلات مقيلة |
|
قضّ الأباطح لا يزال ظليلا |
ووجد ضالّته وجدانا. ووجد عليه فى الغضب يجد ويجد موجدة ووجدانا أيضا ، حكاها بعضهم. ووجد فى الحزن وجدا. ووجد فى المال وجدا ووجدا ووجدا وجدة : استغنى.
وقرأ الأعرج ونافع ويحيى بن يعمر وسعيد بن جبير وطاوس وابن أبى عيلة وأبو حيوة وأبو البرهسم من وَجدكم (٢) بفتح الواو ، وقرأ أبو الحسن روح بن عبد المؤمن من وِجدكم بالكسر ، والباقون : (مِنْ وُجْدِكُمْ) بالضمّ.
ووجد فى الحبّ وجدا لا غير ، قالت شاعرة :
من يهد لى من ماء نقعاء شربة |
|
فإنّ له من ماء لينة أربعا (٣) |
__________________
(١) الديوان (ط. الصارى) ٤٥٣.
نقع : روى. الصوادى فى الديوان : الحوائم ، والصوادى : العطاش. والحوائم : اللاتى يدرن حول الماء طلبا له. الغليل : حر العطش. الرضف : الحجارة المرصوفة. القلات : جمع قلت : نقرة فى الجبل يستنقع فيها ماء السماء. والقض : الموضع الخصب وهو أعذب للماء وأصفى.
(٢) فى الآية ٦ سورة الطلاق. وأبو البرهسم : عمران بن عثمان الزبيدى الشامى ذو القراءات الشواذ.
(٣) الأبيات فى اللسان (وجد). ونقعاء بالنون : موضع خلف المدينة النبوية. لينة : ماء بطريق مكة. وهى فى البيت الثانى تكنى عن تشكيها لهذا الرجل عنن عنها كالمطية الظالعة لا تحمل صاحبها.