١٢ ـ بصيرة فى وحش
الوحش (١) والوحيش واحد ، قال أبو النّجم :
أمسى يبابا والنّعام نعمه |
|
قفرا وآجال الوحيش غنمه (٢) |
وقيل : وحش ووحيش كضأن وضئين ، ومعز ومعيز ، وكلب وكليب ، والجمع : الوحوش والوحشان. وقيل : واحد الوحش وحشىّ ، كزنج وزنجىّ ، وروم ورومىّ ، وهو حيوان البرّ ، قال النابغة الذّبيانىّ :
من وحش وجرة موشىّ أكارعه |
|
طاوى المصير كسيف الصّيقل الفرد (٣) |
وقال الله تعالى : (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ)(٤).
والمكان الذى لا إنس فيه : وحش. [و] بلد وحش ، أى قفر.
ولقيته بوحش إصمت (٥) ، أى ببلد قفر. ورجل وحشان : مغتمّ ، والجمع : وحاشى كسكران وسكارى (٦) ، ومنه الحديث : «لا تحقرنّ شيئا ولو أن تؤنس الوحشان (٧)».
__________________
(١) الوحش : كل شىء من دواب البر مما لا يستأنس.
(٢) البيت فى اللسان وحش.
(٣) الديوان (ط. السعادة) : ٢٦. وجرة : مكان بين مكة والبصرة ليس فيها منزل مرب للوحوش. موشى أكارعه : أبيض فى قوائمه نقط سود ـ طاوى المصير : يريد ضامر البطن. الصيقل : الذى يجلو السيوف ويشحذها ـ الفرد : الوحيد لا مثيل له.
(٤) الآية ٥ سورة التكوير.
(٥) إصمت : قال ياقوت فى معجم البلدان : إصمت بالكسر لبرية بعينها ، وقال بعضهم : العلم هو وحش إصمت الكلمتان معا ، واختلف فى إصمت أمنقول هو أم مرتجل ، وعلل بعضهم تسمية هذه الصحراء بهذا الفعل للغلبة لكثرة ما يقول سالكها لصاحبه اصمت لئلا تسمع فتهلك لشدة الخوف بها.
(٦) تنظيره بسكارى يفيد أنه يجوز فيه الفتح والضم.
(٧) ورد هذا الحديث برواية : «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» وأخرجه الإمام أحمد فى مسنده ومسلم ، والترمذى عن أبى ذر كما فى (الفتح الكبير) ، وما هنا رواية النهاية لابن الأثير.