٢١ ـ بصيرة فى وزر
الوزر : الملجأ الذى يلتجأ إليه من الجبل ، قال تعالى : (كَلَّا لا وَزَرَ)(١).
والمؤازرة : المعاونة ، ومنه الوزير ، قال تعالى : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي)(٢) وهو الذى يؤازره فيحمل عنه ما يثقل عليه.
والوزير : الّذى يلتجئ الأمير إلى رأيه ، فهو وزر له ، أى ملجأ ومفزع ، أو لأنّه يحمل ثقل أميره.
وقوله تعالى : (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ)(٣) كقوله : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ)(٤).
وقوله تعالى : (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ)(٥) أى ما كنت فيه من أمر الجاهليّة فأعفيت بما خصصت به عن تعاطى ما كان عليه قومك (٦).
وأعدّ أوزار الحرب ، أى آلاتها ، قال الأعشى :
وأعددت للحرب أوزارها |
|
رماحا طوالا وخيلا ذكورا (٧) |
__________________
(١) الآية ١١ سورة القيامة.
(٢) الآية ٢٩ سورة طه.
(٣) الآية ٢٥ سورة النحل.
(٤) الآية ١٣ سورة العنكبوت.
(٥) الآية ٢ سورة الشرح.
(٦) تبع المصنف الراغب فى تفسيره الآية. وللإمام محمد عبده توجيه جميل ، قال فى تفسيره للآية : «والكلام على التمثيل فإن ما كان يحمله عليهالسلام من ثقل الاهتمام بشأن قومه وضيق المذاهب بين يديه قبل تواتر الوحى عليه بالإرشاد لم يكن ثقلا حسيا ينقض منه الظهر ولكنه كان هما نفسيا يفوق ألمه ألم ذلك الثقل الحسى الممثل به ، فعبر عن الهم الذى تبخع به النفوس بالحمل الذى تقصم له الظهور.
(٧) البيت فى اللسان (وزر) ـ الصبح المنير ـ ٧١ (ق / ١٢ : ٤٤).
خيل ذكور : شديدة صلبة فيها جلادة.