٢٣ ـ بصيرة فى وزن ووسوس
الوزن : التّقدير. وقوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ)(١) قال أبو الدّرداء وعطاء : أقيموا لسان الميزان بالعدل ، وقال ابن عيينة : الإقامة باليد ، والقسط بالقلب ، والميزان : القبّان ، والقسطاس
وقوله تعالى : (وَوَضَعَ الْمِيزانَ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ)(٢) قيل : أراد بالميزان العدل ، أى لا تجاوزوا العدل. قال الحسن وقتادة والضحّاك : أراد به الّذى يوزن به ليوصل به إلى الإنصاف والانتصاف ؛ ولا تخسروا الميزان ، أى لا تطفّفوا فى الكيل والوزن.
وقوله تعالى : (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ)(٣) ، فقد قيل : هو المعادن كالذّهب والفضة ، وقيل : بل ذلك إشارة إلى كلّ ما أوجده الله ، وأنّه خلقه باعتدال كما قال : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ)(٤).
وقوله تعالى : (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ)(٥) إشارة إلى العدل فى محاسبة النّاس ؛ كما قال : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً)(٦).
وذكر فى مواضع الميزان بلفظ الواحد اعتبارا [بالمحاسب ، وفى مواضع بالجمع اعتبارا (٧)] بالمحاسبين.
__________________
(١) الآية ٩ سورة الرحمن.
(٢) الآيتان ٧ ، ٨ سورة الرحمن.
(٣) الآية ١٩ سورة الحجر.
(٤) الآية ٤٩ سورة القمر.
(٥) الآية ٨ سورة الأعراف.
(٦) الآية ٤٧ سورة الأنبياء.
(٧) ما بين القوسين تكملة من المفردات يقتضيها السياق.