٢٦ ـ بصيرة فى وسق
الوسق : مصدر وسقت الشّىء : إذا جمعته وحملته ، ومنه قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ)(١) أى جمع وضمّ. وقيل المعنى : جمع ، وضمّ ما كان بالنّهار منتشرا من الدّوابّ ، لأنّه إذا أقبل اللّيل آوى كلّ شىء إلى مأواه ، قال ضابئ (٢) بن الحارث البرجمىّ :
فإنّى وإيّاكم وشوقا إليكم |
|
كقابض ماء لم تسقه أنامله (٣) |
يقول : ليس فى يدى من ذلك شىء ، كما أنّه ليس فى يد القابض على الماء شىء ، فإذا جلّل اللّيل الجبال والأشجار والبحار والأرض فاجتمعت له فقد وسقها.
والوسق أيضا : الطّرد. وقيل : فى اللّيل وما وسق ، أى ما جمع من الظّلام (٤). مقاتل بن حيّان : ما أقبل من ظلمة وكوكب. سعيد بن جبير : وما عمل فيه. وقيل : عبارة / عن طوارق اللّيل.
وعنده وسق من تمر ، ووسوق وأوساق (٥). ووسّق متاعه : جعله وسوقا.
__________________
(١) الآية ١٧ سورة الانشقاق.
(٢) من قوله ضابئ إلى قوله ليس فى يد القابض على الماء شيء ، حقه أن يرد بعد الجملة التى تليه ليصل قوله فإذا جلل الليل بالعبارة التى قبل قال ضابئ فيلتئم المعنى ولعله خطأ من ناسخ النسخة.
(٣) البيت فى اللسان والأساس (وسق.
(٤) المعنى على : وقال مقاتل ، ومن عادة المصنفين الاعتماد على فهم القارئ من المقام وكذلك فى قوله سعيد بن جبير.
(٥) ومن جموعه أيضا : أوسق ، وفى الحديث «ليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة».